علاج مرض
السكري / العلاج بتغيير نمط الحياة
مرض السكري بنوعيه
النوع الأول والنوع الثاني من الأمراض التي لا يستطيع المريض علاجها بنفسه، وإنما
تحتاج إلى رعاية طبية مختصّة ومراقبة مكثّفة لضمان السيطرة على سكر الدم الذي ينتج
عن ارتفاعه آثار سلبية ومضاعفات صحية خطيرة. يضع الطبيب المعالج لمريض السكري خطة
علاجية متكاملة بحيث تناسب المريض ويستطيع فهمها، وتتضمن هذه الخطة استخدام الإنسولين أو أدوية السكري التي يتم تناولها عبر الفم أو كليهما، بالإضافة
إلى تغيير المريض لنمط حياته ليصبح صحياً أكثر وذلك بالتركيز على تناول الغذاء
الصحي وممارسة النشاط البدني. يساعد التزام مريض السكري بالخطة العلاجية الموصوفة
له مع الانتظام في المراقبة
الذاتية لسكّر الدم على تفادي ارتفاع سكر
الدم وبقائه ضمن الحدود الطبيعية التي يحددهها الطبيب للمريض.
يعتبر
العلاج بتغيير نمط الحياة مهماً لكلٍّ من مرضى السكري النوع الأول والسكري النوع
الثاني، إلا أنه قد يكون كافياً للسيطرة على مرض السكّري في بعض المرضى المصابين
بمرض السكري النوع الثاني ويكون الطبيب هو القادر على تحديد ذلك. لا يهدف تغيير
نمط الحياة في مرضى السكري إلى المساعدة على خسارة الوزن فقط وإنما يهدف إلى تحسين
صحة المريض بشكل عام والمساعدة في استقرار مستوى سكر الدم، ويكون ذلك عن طريق تناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة بشكل
أساسي إلى جانب بعض الممارسات الصحية الأخرى.
الغذاء الصحي
تُعد نوعية الغذاء الذي يتناوله مرضى السكري ذات أهمية بالغة لأن كل طعام
يتم تناوله يؤثر على مستوى السكر في الدم، ولكن ذلك لا يعني - حسب ما يعتقد
الكثيرون - أن على المصابين بمرض السكري تناول غذاءً خاصاً يختلف عن بقية الناس أو
أن هناك أطعمة لا يجب تناولها على الإطلاق. على العكس من ذلك، بإمكان مرضى السكري
تناول كافة أنواع الطعام ولكن عليهم الانتباه إلى الكميات التي يتناولونها بحيث
يتألف معظم غذائهم من الأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية والغنية بالألياف والتي تحتوي
على دهون أقل وسعرات
حرارية أقل، كالخضار والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات
والأطعمة المحتوية على البروتينات.
أما بالنسبة للحلويات والأطعمة المحتوية على الدهون المشبعة والكربوهيدرات المكررة (مثل الخبز
الأبيض وغيرها من منتجات الحبوب المقشورة) فينبغي التقليل منها. يمثل النمط
الغذائي هذا النمط الواجب اتباعه من قبل أفراد العائلة جميعهم بغض النظر عن
إصابتهم بالسكري فهو النمط الغذائي الصحي بشكل عام.
يفضل أن يراعي مريض السكري النصائح التالية المتعلقة بغذائه:
- تناول غذاء متوازن يحتوي على الكربوهيدرات والبروتينات والدهون الصحية (زيت الزيتون
والمكسّرات) لضمان بقاء معدل سكر الدم تحت السيطرة، وتعتمد كمية الطعام المتناولة
من كل من المجموعات الغذائية هذه على عوامل عدة أهمها الوزن ورغبة المريض الشخصية.
- يؤدي تناول
الأطعمة الغنية بالبروتينات والدهون إلى
ارتفاع سكر الدم تدريجياً، أما الأطعمة النشوية والغنية بالسكريات
فيؤدي تناولها إلى ارتفاع سكر الدم بشكل سريع.
- بإمكان مريض
السكري تناول الأطعمة المحتوية على السكريات بين الحين والآخر على أن يتم احتساب
السعرات الحرارية التي يحصل عليها المريض من تناول هذه الأطعمة من ضمن وجبته، حيث يساعد الطبيب أو أخصائي التغذية المريض
في تحديد طبيعة الأطعمة التي يتناولها وكميتها في كل من وجباته لتجنّب تجاوز
المقدار المسموح له من السعرات الحرارية.
- مراقبة
محتوى الطعام من الكربوهيدرات لأنها تتحول داخل الجسم إلى سكر، ومحاولة إبقاء كمية
الكربوهيدرات المتناولة متماثلة بين الوجبات المختلفة خصوصاً في المرضى الذين يتم
علاجهم بالإنسولين أو أدوية السكري الأخرى. قد يساعدك أخصائي التغذية على تحديد
كمية الكربوهيدرات (بالغرام) التي تستطيع تناولها في كل وجبة.
- اختيار
منتجات الألبان الخالية من الدسم واللحوم الخالية من الدهون كالدواجن منزوعة الجلد
والأسماك.
- تجنّب تناول
الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر أو التي تزود الجسم بالسعرات دون أي قيمة غذائية
أخرى، مثل المشروبات المرطًبة المحلاة والأطعمة المقلية وأنواع الحلويات الغنية
بالسكر.
- تناول ثلاث وجبات رئيسية و 3-4 وجبات
خفيفة يومياً من قبل غالبية المرضى الذين يتم علاجهم بحقن الإنسولين للحفاظ على
التوازن المطلوب بين الإنسولين وسكّر الدم.
- مراعاة وقت تناول الطعام وكميته
ونوعيته خصوصاً من قبل المرضى الذين يتم علاجهم بالإنسولين لأن موعد جرعة الإنسولين يعتمد على
غذاء المريض وممارسته للنشاط البدني لذلك يحدّد الطبيب للمريض جرعات الإنسولين
وموعدها بالنسبة لنوع الوجبة المتناولة ووقت تناولها ووقت ممارسة الرياضة.
- اختيار
الأطعمة الصحية والحفاظ على وزن صحي، حيث أن خسارة الأشخاص الذين يعانون من زيادة
الوزن لخمسة بالمئة فقط من أوزانهم بإمكانه خفض مستوى سكر الدم بمقدار كبير في حالة
الإصابة بمرض السكري النوع الثاني أو خلال مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري.
- لخسارة
الوزن والوصول إلى الوزن الصحي يُنصح مرضى السكري بألّا تشكّل الدهون المشبعة
(الموجودة في السمن والزبدة ولحم العجل الدهني ولحم الخروف والدواجن غير منزوعة
الجلد) ما يزيد عن 6٪ من غذائهم اليومي، كما وينبغي عليهم تجنب الدهون المتحولة تماماً (وتوجد
في الأطعمة المخبوزة والمقلية والبسكويت والمارجرين وأية أطعمة تحتوي ضمن مكوناتها
على الزيوت المهدرجة جزئياً). قد يساعد اتباع نظام غذائي قليل الكربوهيدرات، أو
قليل الدهون والسعرات الحرارية، أو اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط على الوصول
إلى وزن صحّي مناسب، مع ضرورة خسارة الوزن بشكل تدريجي لضمان فوائد طويلة الأمد،
حيث عادةً ما يتم اكتساب الوزن الذي تمت خسارته بشكل سريع بسرعة أيضاً.
النشاط البدني
ممارسة النشاط البدني والتمارين الهوائية بانتظام من أساسيات الحياة الصحية
للجميع بما فيهم مرضى السكري. تؤدي ممارسة الرياضة إلى تقليل مستوى السكر في الدم
بنقله إلى داخل الخلايا لاستخدامه في إنتاج الطاقة، وتزيد من حساسية الجسم
للإنسولين ليحتاج الجسم بالتالي إلى كمية أقل من الإنسولين لنقل السكر من الدم إلى
داخل الخلايا. عند ممارسة المرضى المصابين بمرض السكري النوع الأول ومرض السكري
النوع الثاني للرياضة تقل فرصة إصابتهم بـالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية. يساعد النشاط البدني أيضاً مرضى السكري
النوع الثاني على خسارة الوزن الزائد ويخفف من الشعور بالتوتر. وبسبب كل هذه الفوائد يُعد النشاط
البدني وممارسة الرياضة عنصراً أساسياً في علاج مرضى السكري.
يُراعي مريض السكري ما يلي عند ممارسة الرياضة أو النشاط البدني:
- قبل البدء بممارسة الرياضة أو اتباع
برنامج رياضي يُفضّل أن يستشير المريض طبيبه ويحصل على موافقته، ويفضل أيضاً
استشارة الطبيب بخصوص نوع النشاط الرياضي المناسب له.
- اختر أنواع الرياضة التي تحبها (المشي أو
قيادة الدراجات أو السباحة) في حال وافق الطبيب عليها.
- لا داعي لانضمامك إلى نادي رياضي إذا لم
تتمكن من ذلك، فيكفي أن تمشي أو تقود الدراجة الهوائية لتجعل ممارسة الرياضة جزءاً
من روتينك اليومي.
- اجعل هدفك ممارسة التمارين الهوائية
كالمشي مثلاً لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يومياً أغلب أيام الأسبوع، وبإمكانك تقسيم
هذه المدة إلى فترات تبلغ كل منها عشر دقائق.
- يساعد التنويع بين ممارسة التمارين
الرياضية الهوائية كالمشي وتمارين المقاومة مثل رفع الأثقال على التحكم بمستوى سكر
الدم بشكل أفضل من ممارسة نوع واحد فقط.
- إذا لم تكن تمارس الرياضة أو النشاط
البدني منذ فترة ابدأ الآن ببطء وزِد مدة وشدة التمارين التي تمارسها بشكل تدريجي.
- لتفادي هبوط سكّر الدم الحاد احرص على فحص
سكر الدم باستخدام جهاز الفحص المنزلي قبل ممارسة الرياضة وتناول وجبة خفيفة تحتوي
على الكربوهيدرات قبل بدء التمارين بحوالي نصف ساعة.
- إذا شعرت بأعراض هبوط سكر الدم (الدوار،
الارتباك، الضعف العام، التعرق المفرط) عند ممارسة الرياضة توقّف فوراً وتناول
طعاماً أو شراباً يحتوي على الكربوهيدرات، ثم انتظر 15 دقيقة وافحص سكر الدم
وتناول وجبة خفيفة أخرى إذا كان لا يزال منخفضاً جداً.
- اقضِ وقتاً أقل دون حركة وحاول النهوض من
مكانك كل 30 دقيقة وتحرّك لبضعة دقائق.
من الممارسات
الصحية الأخرى التي تساعد
مريض السكري على تنظيم سكر الدم بشكل أفضل وتقيه من مضاعفات السكري ما يلي:
- التزم
بالفحوصات الدورية بشكل عام وفحوصات السكري بشكل خاص. اخضع لفحص شامل للجسم مرة سنوياً بما في ذلك فحص العيون
السنوي، وتأكد من سلامة أقدامك من ناحية وجود التقرحات أو تلف الأعصاب في كل مرة
تراجع فيها طبيبك. تعرف على القيم الطبيعية لضغط الدم والكوليسترول ومعدل السكر التراكمي (يُجرى
فحص السكر التراكمي من مرتين إلى أربع مرات
سنوياً) وحاول الحفاظ عليها لتفادي الإصابة بـأمراض القلب التي يزيد مرض السكري
من فرصة الإصابة بها.
- احصل
على المطاعيم اللازمة مثل مطعوم
الإنفلونزا مرة سنوياً، وقد ينصح الطبيب أيضاً بمطعوم يقي من التهاب الرئة، وذلك لأن ارتفاع سكر الدم يُضعف مناعة
الجسم. يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالتطعيم ضد التهاب الكبد الوبائي نوع ب في مرضى السكري الذين تبلغ
أعمارهم بين 19 و 59 عاماً في حال لم يتم تطعيهم ضده مسبقاً.
- حافظ
على ضغط الدم ومستوى الكوليسترول في الدم ضمن الحدود الطبيعة بتناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة وتناول الأدوية إذا دعت
الحاجة.
- حاول الإقلاع عن التدخين واطلب مساعدة طبيبك حول ذلك،
فالتدخين يزيد من فرصة إصابتك بمضاعفات السكري مثل اعتلال الشبكية السكري
واعتلال الكلى السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، كما يصعّب من قدرتك على ممارسة
الرياضة الضرورية لنمط الحياة الصحية.
- امتنع
عن تناول الكحول.
- حاول تجنب التوتر وتعلّم كيف تتعامل معه، فالهرمونات التي ينتجها الجسم
نتيجة التعرض المطوّل للتوتر يمنع عمل الإنسولين بكفاءة. لذلك، ابتعد عن كل ما
يسبب لك التوتر واحصل على قدر كافٍ من النوم، وجرّب ممارسة اليوغا وتمارين الاسترخاء
والتنفّس العميق عند شعورك بالتوتر.
- اعتن بأقدامك بالمواظبة على غسلها يومياً وتجفيفها جيداً خصوصاً ما
بين الأصابع وترطيبها دائماً (باستئناء ما بين الأصابع). تفحص أقدامك يومياً من
حيث وجود الجروح أو التقرحات أو الاحمرار أو
التورم.
- واظب على تنظيف أسنانك باستخدام الفرشاة والمعجون وخيط
تنظيف الأسنان مرتين في اليوم على الأقل، فمرض السكري قد يعرّضك للإصابة بالتهابات
اللثة الخطيرة، لذلك راجع طبيبك في حال أصبت باحمرار اللثة، أو نزيفها أو تورمها.
المراجع:
Mayo Clinic Staff. (2018, Aug 8). Diabetes. Mayo Clinic. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/diabetes/diagnosis-treatment/drc-20371451
Mayo Clinic Staff. (2018, Aug 8). Diabetes. Mayo Clinic. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/diabetes/symptoms-causes/syc-20371444
Nazario, B. (2019, Nov 7). Understanding Diabetes—Diagnosis and Treatment. Web MD. Retrieved from https://www.webmd.com/diabetes/guide/understanding-diabetes-detection-treatment#1
Nazario, B. (2019, Nov 7). Understanding Diabetes—Diagnosis and Treatment. Web MD. Retrieved from https://www.webmd.com/diabetes/guide/understanding-diabetes-detection-treatment#3
Nazario, B. (2019, Nov 7). Understanding Diabetes—Diagnosis and Treatment. Web MD. Retrieved from https://www.webmd.com/diabetes/guide/understanding-diabetes-detection-treatment#4
Dansigner, M. (2019, May 25). 6 Lifestyle Changes to Control Your Diabetes. Web MD. Retrieved from https://www.webmd.com/diabetes/diabetes-lifestyle-tips
Nall, R. (2020, Jan 9). An overview of diabetes types and treatments. Medical News Today. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/323627.php
Basina, M. (2018, Oct 4). Everything You Need to Know About Diabetes. Healthline. Retrieved from https://www.healthline.com/health/diabetes#diet