كيفية الإقلاع عن التدخين / الوسائل المساعدة على الإقلاع عن التدخين

 قد يتمكن البعض من الإقلاع عن التدخين بوضع خطة جيدة وعملية واستشارة الطبيب إذا لزم الأمر دون اللجوء إلى طرق أخرى كالعلاج ببدائل النيكوتين أو أدوية الإقلاع عن التدخين أو غيرها من الوسائل المساعدة على الإقلاع عن التدخين، إلا أن البعض الآخر لا ينجح في ترك عادة التدخين دون تجربة أحد هذه الوسائل. وعلى الرغم من نجاح بعض المدخنين في ترك التدخين من أول محاولة إلا أن المدخن قد يحتاج أحياناً إلى المحاولة أكثر من مرة وتجربة أكثر من طريقة ليتمكن من النجاح في قراره والإقلاع عن التدخين مدى الحياة.

العلاج ببدائل النيكوتين

يسبب النيكوتين الموجود في السجائر الإدمان على التدخين، ولهذا السبب يعاني تارك التدخين من بعض الأعراض (أعراض انسحاب النيكوتين) بعد محاولته ترك التدخين مثل القلق والعصبية والغضب والصداع وصعوبة التركيز، التي يشير الكثير من المدخنين أنها السبب وراء عدم مقدرتهم على الاستمرار بترك التدخين. وكما يشير اسم هذه الوسيلة فإنها تتضمن تعويض الجسم عن السجائر ببدائل النيكوتين الأخرى التي تكون على شكل لصقات أو علكة أو أقراص للمص أو رذاذ للأنف أو بخاخ لاستنشاق النيكوتين. يعمل العلاج ببدائل النيكوتين على التخفيف من بعض أعراض انسحاب النيكوتين كصعوبة التركيز، والغثيان، والأرق، وتقلبات المزاج، وتنميل الأيدي والأقدام، والرغبة الشديدة في العودة للتدخين، وذلك من خلال تزويد الجسم بجرعات بسيطة وثابتة من النيكوتين دون تزويده بالقطران والغازات السامة الأخرى الموجودة في السجائر.

تزيد وسيلة العلاج ببدائل النيكوتين معدل الإقلاع عن التدخين بنسبة 50٪-70٪. في حال لجأ المدخن إلى العلاج ببدائل النيكوتين كوسيلة مساعدة على الإقلاع عن التدخين فإنه يحتاج أيضاً إلى تعلم طرق التعامل مع الإدمان النفسي على تدخين السجائر، وذلك لأن بدائل النيكوتين تساعد المقلع عن التدخين في تخطي بعض صعوبات الإدمان الجسدي فقط. فمثلاً، إذا كان المُدخن معتاداً على التدخين بعد انتهاء الطعام فمن الضروري تنبيهه أن مغادرة طاولة الطعام فور انتهائه من تناول وجبته والانشغال بشيء آخر مختلف تماماً قد يساعده على تخطي أحد جوانب الإدمان النفسي على التدخين.

تشير الأدلة إلى أن استخدام أكثر من طريقة للعلاج ببدائل النيكوتين (كاستخدام لصقة النيكوتين وعلكة النيكوتين معاً) يزيد من فرص النجاح في ترك التدخين مقارنةً باستخدام طريقة واحدة أو منتجاً واحداً فقط. تنقسم طرق العلاج ببدائل النيكوتين إلى ثلاث فئات رئيسة حسب طريقة امتصاص النيكوتين، بحيث يكون امتصاصه عبر الجلد، أو الفم، أو المجاري التنفسية.

وبناءً على ذلك، تشمل طرق العلاج ببدائل النيكوتين ما يلي:

لصقات النيكوتين

يُعد استخدام لصقات النيكوتين مريحاً نظراً لأنها تريح المريض من أعراض انسحاب النيكوتين لفترة طويلة دون حاجة المريض للتفكير باستخدامها سوى مرة واحدة في اليوم، وتعتبر لصقات النيكوتين من أكثر أنواع العلاج ببدائل النيكوتين التي أثبتت فعاليتها في المساعدة على الإقلاع عن التدخين.

 يتم إفراز النيكوتين ببطء من اللصقة ليحدث امتصاصه عبر الجلد، وبعد مرور 8-12 أسبوعاً من استخدامها، يتم تغييرها إلى نوع يحتوي على جرعة أقل من النيكوتين تدريجياً حتى يتم التوقف عن استخدامها تماماً. بإمكانك الحصول على لصقات النيكوتين من الصيدلية وبدون وصفة طبية، واستشر طبيبك حول استخدامها طوال اليوم أو إزالتها عند النوم.

علكة النيكوتين وأقراص المص المحتوية على النيكوتين

يتم امتصاص النيكوتين من علكة النيكوتين وحبوب المص المحتوية على النيكوتين عبر السطح الداخلي للفم، وتمتاز  بتخفيف أعراض انسحاب النيكوتين بشكل سريع ولكن لفترة بسيطة بالإضافة إلى مساعدة المريض على التغلب على الإدمان الفموي (التعود على وجود السيجارة في الفم) الذي لا يوفّره استخدام لصقات النيكوتين. ولذلك، تعتبر أكثر وسيلة فعالة للمساعدة على الإقلاع عن التدخين هي الجمع بين لصقات النيكوتين التي توفر الراحة لفترة طويلة من أعراض انسحاب النيكوتين مع أقراص النيكوتين المعدّة للمص لاستخدامها للتغلب الفوري على الشعور بالرغبة الشديدة بالتدخين.

لاستخدام علكة النيكوتين أو الأقراص المعدّة للمص، تجنّب تناول الطعام  والشراب خلال وجودها في فمك وقبل تناولها بـ 15 دقيقة لأن ذلك قد يؤثر على امتصاص النيكوتين. وللحصول على أفضل النتائج، قُم بمص القرص المحتوي على النيكوتين حتى يذوب تماماً (يستغرق ذلك 20-30 دقيقة)، وتجنب مضغها أو بلعها. أما بالنسبة لعلكة النيكوتين فيجب مضغها ببطء حتى تشعر بطعم الفلفل في فمك. عندها، دعها في باطن خدّك دون تحريكها حتى يزول طعم الفلفل من فمك، ثم امضغها مرة أخرى لحين شعورك بنفس الطعم، ثم اتركها في باطن خدك مرة أخرى دون تحريكها.

بخاخ النيكوتين للاستنشاق ورذاذ النيكوتين للأنف

يعتبر بخاخ النيكوتين المُعد للاستنشاق ورذاذ النيكوتين للأنف من أسرع وسائل العلاج ببدائل النيكوتين عملاً، ولهذا السبب قد يحدث إدمانها لذلك فإن الحصول عليها غير ممكناً دون وصفة طبية.

أمان العلاج ببدائل النيكوتين ومدة استخدامها

يعتبر استخدام بدائل النيكوتين بشكل عام آمناً حتى للمدخنين المصابين بـأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث أنها لا تزيد من خطر إصابتهم بـالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية. وبالنسبة للحوامل لا توجد أدلة كافية بخصوص قدرتهم على استخدامها إلا أن الكثير من الأطباء يعتبرها اكثر أماناً من الاستمرار بالتدخين.

بإمكان الشخص الذي قرّر الإقلاع عن التدخين بمساعدة بدائل النيكوتين الاستمرار باستخدامها حسب التعليمات الموجودة على المنتج، إلا أن استخدامها لفترة أطول قليلاً يكون آمناً في غالبية الحالات ولكن يفضّل عندها استشارة الطبيب.

التسمم بالنيكوتين (Nicotine poisoning)

قد يحصل مستخدم أحد وسائل العلاج ببدائل النيكوتين على جرعة زائدة من النيكوتين إذا أساء استخدامها. يجب التوجه إلى الطبيب أو الطوارئ في حالة الشّك بتسمم النيكوتين، وتشمل أعراض التسمم بالنيكوتين ما يلي:

• الاهتياج والارتعاش.
• الصداع.
• سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها.
• الغثيان والاستفراغ، الإسهال، ألم البطن.
• شحوب الجلد والتعرق البارد.
• اضطراب الرؤية أو السمع.
• الدوار أو الإغماء.
• سرعة النفس.
• الارتباك.
• نوبات الصرع.

لا يمكن الحصول على أدوية الإقلاع عن التدخين إلا بوصفة من الطبيب. يتوفر حالياً دواءان للمساعدة على الإقلاع عن التدخين هما: بوبروبيون (Bupropion) و فارينيكلين (Varenicline)، ويجب البدء بتناولهما قبل فترة من اليوم المحدّد للإقلاع عن التدخين، وقد يستطيع المُقلع عن التّدخين الجمع بينهما وبين العلاج ببدائل النيكوتين إذا وافق الطبيب على ذلك.

الوسائل الأخرى للمساعدة على الإقلاع عن التدخين

تشمل الوسائل الأخرى التي قد تساعد على ترك التدخين ما يلي:

• العلاج السلوكي: ويتضمن تعلّم مهارات جديدة للتعامل مع صعوبات ترك التدخين والتمكن من الإقلاع عنه.
• العلاج التحفيزي: وذلك بإقناع الشخص بالفوائد التي قد يجنيها من ترك التدخين كالفائدة المادية مثلاً. قد يكون كافياً لبعض المدخنين الإقلاع عن التدخين بعد إجرائهم لحسابات بسيطة تمكنهم من اكتشاف أن المبالغ التي يتم توفيرها من التوقف عن التدخين كبيرة وتمكنهم من استغلالها في شيء مفيد.
• العلاج بالإبر.
• التنويم المغناطيسي.

ماذا تعرف عن السجائر الإلكترونية (Electronic cigarettes) والتبغ بدون دخانّ (Smokeless tobacco)؟

على الرغم من اعتقاد البعض أن استخدام السيجارة الإلكترونية والتبغ بدون دخان (مضغ التبغ دون حرقه) قد يساعدهم على ترك التدخين وأنه أقل ضرراً من التدخين إلا أن النتائج الحقيقية مختلفة بعض الشيء. أثبت الدراسات على أنه بالرغم من أن مستخدم السجائر الإلكترونية يتعرض للنيكوتين دون القطران وأول اكسيد الكربون، إلا أن الدخان المنبعث من السجائر الإلكترونية يحتوي على الكثير من المواد السامة الأخرى، كما أن السائل المستخدم فيها يحتوي على مواد منكّهة تسبب أمراضاً رئوية مزمنة بالإضافة إلى النيكوتين المعروف بآثاره السلبية على الصحة.

أما بالنسبة للتبغ دون دخان فإن كمية النيكوتين التي يتم امتصاصها تعادل من 3 إلى 4 أضعاف الكمية الموجودة في السجائر العادية.