مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري / الأسباب وعوامل الخطورة

إنّ السبب الأساسي لظهور مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري لدى الفرد أو الإصابة الفعلية بمرض السكري غير معروف بدقّة، ولكنّ الحدث الرئيسي والذي تمّ رصده لدى جميع الأشخاص الذين يمرون بتلك المرحلة أو المصابين بمرض السكري، هو حدوث خلل في عملية إنتاج هرمون الإنسولين في الجسم و/أو الاستجابة له، فهرمون الإنسولين الذي يقوم عضو البنكرياس في الجسم بتصنيعه وإنتاجه هو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستوى السكّر في الدم، بحيث يؤثر ذلك على مدى استخدام الخلايا في الجسم لسكَّر الدم واستغلاله كطاقة ضرورية للقيام ببعض العمليات الحيوية الأساسية فيها.

وعند مرور الفرد بمرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكّري أو الإصابة الفعلية بالمرض، لا يتمّ إنتاج كمية كافية من هرمون الإنسولين فترتفع معدّلات السكّر في الدم نتيجةً لذلك، أو لا تستجيب خلايا الجسم بالشكل الطبيعي واللازم لهرمون الإنسولين، لذلك يقوم البنكرياس بتصنيع المزيد من هذا الهرمون في محاولة لتحفيز الخلايا وحثّها على الاستجابة له، لكنَّ ذلك لا يأتي بالاستجابة اللازمة بل يستمر السكّر (الجلوكوز) بالتراكم في الدم، في حالة تعرف باسم مقاومة الإنسولين، ليواصل مستواه بالارتفاع حتى يصل لما هو فوق المعدّل الطبيعي له، وبذلك الوصول لمرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري مما يمهّد للإصابة الفعلية بمرض السكّري ذاته.

عوامل خطر المرور بمرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري

بالرغم من صعوبة ملاحظة مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري لعدم وجود علامات وأعراض واضحة لها، إلا أنّه تتوفر عدّة عوامل يمكنها زيادة خطر ظهور تلك المرحلة لدى الفرد، أو زيادة خطر الإصابة الفعلية بمرض السكري.

 1.    زيادة وزن الجسم بشكل عام:

       حيث تعدّ زيادة وزن الجسم من عوامل الخطر الرئيسية لظهور مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري لدى الفرد، أو الإصابة بالمرض بحد ذاته، فكلما زادت نسبة الأنسجة الدهنية الموجودة في الجسم بشكل عام، تزداد    احتمالية الإصابة بحالة مقاومة الخلايا للإنسولين، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بالمرض ومضاعفاته.

2.    زيادة قيمة مقاس الخصر عن المستوى الموصى به:

       فهذا الأمر من الممكن أن يشير إلى وجود انخفاض في استجابة الخلايا لهرمون الأنسولين، أو الإصابة بما يسمى بمقاومة الإنسولين، حيث يزداد خطر الإصابة بذلك لدى الرجال الذين تزيد قيمة مقاس خصرهم عن  102 سنتيمتر، والنساء اللاتي تزيد تلك القيمة لديهن عن 88 سنتيمتر.

3.    اتّباع عادات وأنماط غذائية غير صحية:

      حيث يوجد ارتباطاً وثيقاً بين زيادة تناول أنواع اللحوم الحمراء، اللحوم المُصنّعة والمشروبات المُحلّاة بمادة السكّر من جهة، وزيادة خطر بدء مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري لدى الفرد أو الإصابة الفعلية    بالمرض من جهة أخرى، بينما يظهر في المقابل انخفاض مدى ذلك الارتباط عند اتّباع نظام غذائي صحي، يتمثّل بالإكثار من تناول الفواكه، الخضار، المكسّرات، زيت الزيتون، الحبوب الكاملة ومنتجاتها.

4.    القيام ببعض الممارسات والسلوكيات غير الصحية:

     كالتدخين، تناول الكثير من الكحول وغيرها من المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكّر بشكل منتظم، بالإضافة إلى الإصابة بالقلق وازدياد مستوى التوتّر.

5.    الخمول وقلة ممارسة النشاط البدني:

       وذلك بمعدّل يقل عن 3 مرات أسبوعياً، فكلّما قلّ نشاط الفرد البدني وزاد خموله، ازدادت معه خطورة الإصابة بمرض السكري وظهور مرحلة ما قبل الإصابة به.

6.    الوصول إلى عمر 45 سنة فما فوق:

       فعلى الرغم من احتمالية بدء مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري أو الإصابة الفعلية بالمرض، لدى أي شخص بأي عمرٍ كان، إلا أنّه تزيد نسبة ذلك لدى الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم سن الخامسة والأربعين، وقد يُعزى ذلك إلى قلة ممارسة هذه الفئة من الأشخاص للأنشطة البدنية، خسارة جزء من الكتلة العضلية للجسم مع حدوث زيادة في وزن الجسم مع التقدّم في العمر.

7.    التاريخ المرضي في العائلة:

       حيث يزداد خطر الإصابة بمرض السكري أو بدء مرحلة ما قبل الإصابة بالمرض لدى الفرد، عند وجود تاريخ للمرض ضمن أفراد عائلته، كإصابة أحد الوالدين أو الإخوة به.

8.    إصابة المرأة بـمرض سكر الحمل أو ولادتها لطفل بوزن يزيد عن 4 كيلوغرام بوقت سابق من حياتها:

       فذلك يزيد من خطر إصابة المرأة والطفل بمرض السكري أو ظهور مرحلة ما قبل الإصابة بالمرض لديهم.

9.    الإصابة بـمتلازمة المِبيَض المُتعدّد الكُييسات:

        حيث تعتبر هذه المتلازمة من الحالات الشائعة، والتي يزيد معها خطر الإصابة بمرض السكري و/أو بدء مرحلة ما قبل الإصابة بالمرض، وتتميز بحدوث فترات غير منتظمة من الحيض لدى المرأة، بالإضافة إلى نمو الشعر بشكل زائد والإصابة بالسمنة.

10.   الإصابة ببعض مشاكل النوم:

        كالإصابة بحالة انقطاع النفس الانسدادي النومي، أو تغيير ساعات مناوبات العمل لدى الفرد بشكل مستمر، مما قد يؤدّي لحدوث مشاكل في النوم لديه، الأمر الذي يعمل على زيادة خطورة الإصابة بحالة مقاومة الإنسولين لديهم، وبالتالي التعرّض لخطر متزايد للإصابة بـمرض السكّري النوع الأول أو النوع الثاني أو ظهور مرحلة ما قبل الإصابة بالمرض في بداية الأمر.