مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري / التشخيص

يتمّ الاستعانة بعدد من الفحوصات الطبيّة بهدف تشخيص مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري و/أو الإصابة به، والتي توصي الهيئات الطبية العالمية ببِدء القيام بإجرائها عند تجاوز الفرد سن 45 سنة، أو خلال سن أصغر من ذلك إذا كان الفرد مصاباً بالسمنة أو زيادة في الوزن، أو إذا توفّرت لديه أي من  عوامل الخطورة التي تزيد من نسبة الإصابة بمرض السكري أو تعجّل ببدء المرحلة التي تسبق الإصابة بالمرض.

 تتمثّل الفحوصات التشخيصية المستخدَمة للكشف عن مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري و/أو الإصابة الفعلية بالمرض، بالعديد من الأنواع التي قد تشمل ما يأتي:

1.  فحص السكر التراكمي (HbA1c):

      حيث يشير هذا النوع من الفُحوصات إلى معدل قراءات مستوى السكر في الدم، خلال فترة زمنية تتراوح ما بين الشهرين إلى الثلاثة أشهر السابقة لموعد إجراء الفحص، فهو يعتمد بشكل خاص على قياس نسبة السكر في الدم المرتبطة بجزيء الهيموجلوبين، وهو البروتين المسؤول عن حمل الأكسجين داخل خلايا الدم الحمراء، فكلما ارتفع مستوى السُكَّر في الدم، ازداد عدد جزيئات الهيموغلوبين المرتبطة بالسكَّر (الجلوكوز).

      يمكن تفسير نتائج فحص السكر التراكمي كما يلي:

• أقل من 5.7%: قيمة طبيعية لا تشير إلى الإصابة بأي من أنواع مرض السكري.
• 5.7% - 6.4%: مرور المريض بمرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري، وينبغي عندها أن يراعي المريض نمط حياته بشكل أكبر خصوصاً فيما يتعلق بممارسة الرياضة وطبيعة الغذاء المتناول وكميته.
• 6.5% أو أكثر: تشير هذه القراءات إلى إصابة المريض بالسكري عند ظهورها لمرتين، كل مرة في فحص منفصل. ولمعرفة نوع مرض السكري بالتحديد يُجري الطبيب فحوصات أخرى.

وتجدر الإشارة إلى عدم حاجة الفرد إلى الصوم خلال القيام بهذا الفحص.

2.  فحص السكر الصيامي:

       حيث يتم خلال هذا الفحص، أخذ عينة من الدم بعد التأكّد من التزام الشخص بالصوم عن الطعام والشراب لمدّة لا تقلّ عن ثماني ساعات، للحصول على قراءات لمستوى السكر في الدم.

       تنقسم قراءات هذا الفحص إلى المجموعات التالية:

• أقل 100 ملليغرام لكل ديسيلتر: قيمة طبيعية لا تشير إلى الإصابة بمرض السكري.
• 100 – 125 ملليغرام لكل ديسيلتر: مرور المريض بمرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري، وينبغي عندها أن يراعي المريض نمط حياته بشكل أكبر.
• 126 ملليغرام لكل ديسيلتر أو أكثر: تشير هذه القيم  إلى إصابة المريض بالسكري عند تكرارها في فحصين منفصلين.

3.   فحص سكر الدم العشوائي:

      الذي يتمّ فيه فحص مستوى السكر في الدم في أي وقت من اليوم، أو بعد تناول الطعام بساعتين على سبيل المثال، وتعتبر قراءته طبيعية في حال كانت أقل من 200 ملليغرام لكل ديسيلتر، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّه لا يتم الاعتماد بشكل تام على هذا النوع من فحوصات قياس مستوى السكر في الدم، لتشخيص الإصابة بمرض السكري أو بدء مرحلة ما قبل الإصابة به، بل يتم اللجوء لنوع آخر من الفحوصات لتأكيد تشخيص الحالة.

4.   فحص تحمل الجلوكوز:

       والذي يتمّ الاستعانة به في العادة لتشخيص الإصابة بمرض السكري وهو ما يسمى بمرض سكر الحمل، أو لتشخيص بدء مرحلة ما قبل الإصابة بالمرض أثناء فترة الحمل، حيث يتم خلال هذا الفحص أخذ عينة من دم المرأة الحامل وقياس مستوى السكر فيها، بعد التأكد من صومها عن الطعام والشراب لمدّة لا تقل عن ثماني ساعات، ثم يتم إعطائها محلول يحتوي على السكر لتقوم بتناوله، ليتمّ بعد ذلك بنحو ساعتين أخذ عينة أخرى من الدم وفحص مستوى السكر فيها من جديد، وذلك بهدف قياس السرعة التي يقوم بها الجسم بمعالجة السكر الذي يتمّ إدخاله لمجرى الدم عن طريق الفم خلال مرور ساعتين على ذلك.

      يمكن تفسير نتائج فحص تحمل الجلوكوز بناءً على قراءة سكر الدم بعد مرور ساعتين على شرب السائل كما يلي:

• 140 ملليغرام لكل ديسيلتر أو أقل: قراءات طبيعية.
• 140 – 199 ملليغرام لكل ديسيلتر: تشير إلى  مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري.
• 200 ملليغرام لكل ديسيلتر أو أكثر: تشير إلى الإصابة بمرض السكري.

وتجدر الإشارة إلى أنّه لا يتمّ تشخيص الإصابة بمرض السكري أو بدء مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري بالاعتماد على إجراء أحد أنواع الفحوصات السابقة الذكر لمرّة واحدة، أو بالاعتماد على الحصول على نتيجة واحدة من إحدى هذه الفحوصات، بل لا بد من إجراء الفحص مرتين منفصلتين على الأقل لتأكيد التشخيص، وذلك لاستبعاد احتمالية حدوث طفرة في مستوى السكر في الدم لسببٍ ما ولفترة مُؤقَّتة من الزمن.

ولتوضيح الفرق بين نتائج الفحوصات المختلفة ودلالاتها بما يخص تشخيص مرض السكري، انظر الجدول التالي:

كما قد يحتاج الفرد في العادة لإجراء أنواع أخرى من الفحوصات كفحص مستوى الدهنيات في الجسم، بما في ذلك مستويات الدهون الثلاثية، الكوليسترول الجيد ومستوى الكوليسترول بشكل عام، بالإضافة إلى حاجته للقيام بنوع ما من فحوصات مستوى السكر في الدم بشكل دوري طوال العام، على الأقل مرّة واحدة خلال السنة، خاصة عند إصابته بمرض السكري، بدء مرحلة ما قبل الإصابة بالمرض لديه أو توافر عدد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، حيث تتوفَّر مجموعة من الأشخاص الذين ينصح بمراجعتهم للطبيب، للقيام بإجراء فحوصات للكشف عن الإصابة بمرض السكري أو بدء مرحلة ما قبل الإصابة به، كما سبق ذكره في بداية هذا الموضوع، بحيث قد تشمل تلك المجموعة ما يأتي من أفراد:

• الأشخاص الذين تجاوزوا سنّ 40 عام.
• الأشخاص الذين يعانون من السمنة، زيادة في الوزن أو زيادة قيمة مؤشر كتلة الجسم عن 25.
• الأشخاص الذين تزيد لديهم قيمة مُحيط الخَصْر عن 102 سنتيمتر للرجال، أو 88 سنتيمتر للنساء.
• وجود تاريخ لمرض السكري ضمن نطاق العائلة.
• الإصابة بحالات مرضية من الممكن أن تزيد من احتمالية حدوث حالة مقاومة الإنسولين في الجسم، كتكيُّس المبايض لدى المرأة.
• وجود إصابة سابقة بمرض سكر الحمل لدى المرأة، أو ولادة المرأة لطفل يزيد وزنه عن 4 كيلوغرام.
• الإصابة بـأمراض تصلب الشرايين.
• الخضوع لإحدى علاجات الكورتيزون في الآونة الأخيرة.

:المراجع

Prediabetes: Your Chance to prevent type 2 diabetes, (2019, May 30), Prediabetes: Your Chance to prevent type 2 diabetes, Centers for Disease Control and Prevention. Retrieved from https://www.cdc.gov/diabetes/basics/prediabetes.html

Prediabetes, (N.D), Prediabetes, Mayo Clinic. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/prediabetes/symptoms-causes/syc-20355278

MacGill M., (2019, Mar 22), All about borderline diabetes, Medical News Today. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/311240.php

Barrell A., (2019, Mar 8), What is a random glucose test, Medical News Today. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/323022.php