ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
إن ارتفاع مستوى ضغط الدم خلال فترة الحمل يعتبر من الأمور الشائعة، خاصة عند حدوث الحمل للمرة الأولى لدى المرأة، حيث تحدث حالة ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل لدى نسبة تقدر بعشرة في المائة من جميع حالات الحمل حول العالم، التي قد ينجم عنها عدد من المخاطر الصحية لدى المرأة الحامل والجنين، أو قد يمر بشكل بسيط وغير مقلق ودون الحاجة لأي تدخل طبي، فهنالك عدة أنواع من حالات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، فبعضها يتطور خلال فترة الحمل والبعض الآخر تكون المرأة مصابة به قبل بدء فترة الحمل لديها، فكل من هذه الأنواع يختلف عن الآخر بمستوى شدته وتأثيره على جسم المرأة الحامل والجنين في رحمها.
المحتويات ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل ارتفاع ضغط الدم المزمن مع تسمم الحمل آثار ومضاعفات ارتفاع الضغط أثناء الحمل عوامل خطر ارتفاع الضغط أثناء الحمل |
ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل (Gestational Hypertension)
وهو يحدث بشكل أساسي بسبب الحمل، حيث تعاني المرأة الحامل من هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم خلال فترة النصف الثاني من الحمل، ليصل مستوى ضغط الدم لقيمة تعادل أو تزيد عن 130 لقراءة ضغط الدم الانقباضي، وقيمة أقل من 80 ملليمتر زئبقي لقراءة ضغط الدم الانبساطي، و في أغلب الحالات يعود مستوى ضغط الدم إلى معدلاته الطبيعية بعد مرور حوالي ستة أسابيع على موعد الولادة.
ومما يجدر ذكره أن عدد كبير من النساء الحوامل المصابات بارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل، ينْعمن بفترة حمل صحية ويلدن أطفال أصحاء، بحيث لا يعانين من أي نوع من المضاعفات، ولا تظهر أعراض لأي ضرر أو تلف ملموس في أعضاء الجسم، فعلى سبيل المثال لا يتم الكشف عن تسرب في البروتين للبول أو أي زيادة في مستواه.
ولكن في المقابل يوجد عدد من النساء اللواتي تتأثر صحتهن بشكل كبير نتيجة لإصابتهن بارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل، بحيث يواجهْن بعض المخاطر الصحية على صحتهن وصحة الجنين، فارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل هو في كثير من الأحيان دليل وعلامة على حدوث مضاعفات أخرى أكثر خطورة، ففي بعض الحالات قد يتطور الأمر مع مرور الوقت ليتسبب في إصابة المرأة الحامل بحالة خطيرة تعرف باسم تسمم الحمل، ويعد هذا الأمر من أحد الأسباب الهامة التي تدفع المرأة الحامل للالتزام بمراجعات الطبيب في وقت مبكر من فترة الحمل، وبصورة دورية خلالها أيضاً.
وهذا النوع يحدث بعد مرور 20 أسبوع منذ بداية فترة الحمل، الذي يتزامن بحدوث ضرر في أعضاء مختلفة من الجسم كالدماغ، الكبد والكلى دون ضرورة الكشف عن وجود البروتين في البول، ولكن المرأة الحامل ستعاني من أعراض مصاحبة لهذا المقدار من التلف في جزء من أعضائها الحيوية، مع تورّم كبير ظاهر في أجزاء من جسمها، كما يتسبب ارتفاع ضغط الدم العالي في حدوث ضرر في المشيمة مما يهدّد حياة الجنين، وقد تشتد حالة تسمم الحمل ويزداد ضررها إذا ما تمت السيطرة عليها (Eclampsia)، لتؤدي بذلك لإصابة المرأة الحامل بنوبات عصبية، أو دخولها في غيبوبة وقد يصل الأمر إلى الوفاة.
ويمكن للمرأة الحامل معرفة إصابتها بحالة تسمم الحمل عند حدوث عدد من الأعراض لديها، ولكن قد يصعب ظهور تلك الأعراض لدى عدد من النساء، لذلك لا بد للمرأة الحامل الالتزام بمراجعة الطبيب في المواعيد اللازمة والتي يقوم بتحديدها، للمساعدة في الكشف عن الإصابة بأي خلل في مستويات ضغط الدم ومنْع حدوث المضاعفات، ولكن بشكل عام يمكن القول أن حالة تسمم الحمل تتميز عن غيرها من أنواع ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل بظهور عدد من الأعراض الواضحة، والتي تشمل ما يأتي:
كما يحتمل ظهور علامات تدل على إصابة الكلى بالضرر والتلف، كوجود البروتين بمستوى مرتفع في البول، بالإضافة لحدوث انخفاض في مستوى الصفائح الدموية في الدم واختلالات في وظائف الكبد.
ارتفاع ضغط الدم المزمن (Chronic Hypertension)
الذي يحدث قبل مرور 20 أسبوعا على بدء فترة الحمل أو في الفترة السابقة لبداية الحمل، ولكن بسبب عدم وجود أعراض واضحة مصاحبة لارتفاع ضغط الدم، لا يتم الكشف عن الإصابة به في العادة فيكون من الصعب تحديد موعد بداية الأمر، وبالتالي يصعب تحديد نوع ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
ارتفاع ضغط الدم المزمن مع تسمم الحمل (Chronic Hypertension with Superimposed Pre-Eclampsia):
يحدث هذا النوع لدى النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم المزمن قبل بدء فترة الحمل لديْهن، لكن الأمر يتفاقم ويسوء مع بداية فترة الحمل بحيث يزداد مستوى ضغط الدم بشكل ملحوظ، ويتسرب البروتين إلى البول مع ظهور عدد من المضاعفات الأخرى المرتبطة بذلك والناتجة عن ارتفاع ضغط الدم.
آثار ومضاعفات ارتفاع الضغط أثناء الحمل
تختلف ردود فعل أجسام النساء الحوامل نحو ارتفاع ضغط الدم لديْهن، بحسب النوع الذي أصبن به ودرجة شدته، حيث تتراوح آثار ذلك الارتفاع في ضغط الدم أثناء الحمل، على صحة المرأة الحامل وجنينها ما بين الدرجة البسيطة والشديدة، لتشمل تلك الآثار ما يأتي:
1. انخفاض تدفق الدم إلى المشيمة: مما يعني نقص في كمية الأكسجين والمواد الغذائية الأخرى الضرورية لنمو الجنين وصحته، والتي يتم تزويده بها، وبالتالي ستتباطأ سرعة نمو الجنين عن المعدل الطبيعي، وتزداد فرصة حدوث ولادة مبكرة للطفل قبل الوصول للأسبوع السابع والعشرين من فترة الحمل، أو تزداد فرصة ولادة الجنين بحجم ووزن أقل من الصحي (أقل من 2 كيلوغرام)، وما يترتب على ذلك من مشاكل ومضاعفات صحية خطيرة على الجنين وصحته، فالولادة المبكرة يزيد معها خطر الإصابة بمشاكل في الجهاز التنفسي، والالتهابات المختلفة فيه، بالإضافة للعديد من المضاعفات الأخرى.
2. زيادة فرصة حدوث انفصال للمشيمة عن جدار الرحم: فارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل قد يتسبب في حدوث ذلك قبل موعد الولادة، ولكن فرصة حدوث هذا الأمر تزداد عند إصابة المرأة الحامل بحالة تسمم الحمل، ليؤدي ذلك لحدوث نزيف بدرجة شديدة لدى المرأة الحامل، ليضعها والجنين تحت تهديد وخطر شديد على حياتهما.
3. بطْء في سرعة نمو الجنين: فإصابة المرأة الحامل بارتفاع ضغط الدم يؤدي لانخفاض تلك السرعة التي ينمو فيها الجنين بالوضع الطبيعي، مما يؤثر على اكتمال نموه في نهاية فترة الحمل.
4. إصابة عدد من أعضاء الجسم بالضرر: فضغط الدم المرتفع يمكنه أن يحدث ضرراً في أعضاء مختلفة من الجسم، كالدماغ، القلب، الرئتين، الكلى، الكبد وغيرها من الأعضاء الحيوية في الجسم، الأمر الذي يهدد حياة المرأة الحامل خاصة في حالة ارتفاع مستوى ضغط الدم فوق معدلاته الطبيعية، فقد تحدث حالات من السكتة الدماغية، النوبات العصبية، الفشل الكلوي الحاد، ومشاكل أخرى في الكبد، كما من الممكن حدوث خلل في آلية تخثر الدم.
5. زيادة احتمالية الحاجة للقيام بولادة مبكرة للجنين: ففي الحالات التي تكون فيها قيم ضغط الدم أعلى من معدلاتها الطبيعية بمقدار كبير، يلجأ الطبيب للقيام بولادة مبكرة لوقاية الأم بشكل خاص من حدوث مضاعفات خطيرة تهدد حياتها وحياة الجنين.
6. زيادة خطر حدوث مضاعفات في فترة الحمل والولادة: حيث تزداد احتمالية حدوث المضاعفات خلال فترة ما قبل الولادة، أثناءها وفترة ما بعد الولادة أيضاً، كالاضطرار لإجراء ولادة قيصرية على سبيل المثال.
7. زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل: بالإضافة إلى زيادة فرصة تطور الأمر للإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم في وقت لاحق، فارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل بشكل عام والإصابة بحالة تسمم الحمل بشكل خاص، يعدّان من أحد أشد عوامل الخطورة التي تؤدي لتطور مرض ارتفاع ضغط الدم، وغيره من أمراض القلب والأوعية الدموية لدى المرأة في المستقبل، خاصة في حالة إصابتها بتسمم الحمل بشكل متكرر، أو حاجتها لإجراء ولادة مبكرة بسبب ارتفاع ضغط الدم لديها.
عوامل خطر ارتفاع الضغط أثناء الحمل
يمكن أن تزيد احتمالية إصابة المرأة الحامل بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، خاصة حالات ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل وتسمم الحمل، في حالة وجود أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة أو مجموعة منها، والتي قد تشمل ما يأتي:
1. وجود زيادة في وزن الجسم لدى المرأة قبل بدء فترة الحمل لديها، أو إصابتها بالسمنة خلال تلك الفترة.
2. بلوغ المرأة سن 40 عاما من العمر أو أكثر، أو عدم تجاوزها لسن 20 من العمر.
3. حدوث الحمل للمرة الأولى لدى المرأة.
4. الحمل بتوأم من الأطفال أو أكثر.
5. الإصابة السابقة بحالة ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أو تسمم الحمل.
6. الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم قبل بدء فترة الحمل.
7. الإصابة بمرض السكري بشكل عام أو مرض سكر الحمل كحالة خاصة.
8. الإصابة بأحد أمراض أو اضطرابات جهاز المناعة في الجسم، كالإصابة بمرض الذئبة (Lupus).
9. الإصابة بأمراض أو مشاكل في الكلى.
10. الإصابة السابقة بمشاكل في تخثر الدم التي تزيد من خطر حدوث تجلطات في الدم.
11. وجود تاريخ في الإصابة بحالة ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أو حالة تسمم الحمل لدى أحد أفراد العائلة من الإناث.
12. الانحدار من أصول إفريقية، فهم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
تشخيص ارتفاع الضغط أثناء الحمل
يتشابه ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل مع مرض ارتفاع ضغط الدم الاعتيادي، من ناحية عدم وجود أعراض واضحة مصاحبة له إلا في حالة الارتفاع الشديد في مستوى ضغط الدم، وبالتالي يصعب القيام بالكشف المبكر عن الإصابة به خاصة في مراحله الأولى، لذلك تنصح المرأة الحامل بمراجعة الطبيب ضمن المواعيد المحددة، والتي سيتم خلالها إجراء عدد من فحوصات الحمل الروتينية والضرورية للتأكد من صحة الحمل، الجنين والمرأة الحامل، ومن بين تلك الفحوصات سيقوم الطبيب بقياس مستوى ضغط الدم كإجراء روتيني، كما تنصح المرأة الحامل بأن تقوم بفحص مستوى ضغط الدم لديها ومراقبته في المنزل بشكل دوري، للمساعدة في الكشف عن وجود أي تغيير على مستوى ضغط الدم بشكل مبكر.
ويتم تشخيص الإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل بعد مرور 20 أسبوعا على بداية الحمل، مع زيادة مستوى ضغط الدم عن 130 ملليمتر زئبقي لقيمة ضغط الدم الانقباضي، وعن 80 ملليمتر زئبقي لقيمة ضغط الدم الانبساطي، عند قياسه مرتين منفصلتين بينهما على الأقل 4 ساعات، دون ضرورة ظهور أعراض لدى المرأة الحامل تدل على حدوث ضرر في عدد من أعضاء الجسم، وبناء على نتيجة فحص مستوى ضغط الدم يقوم الطبيب بإجراء عدد من الفحوصات والإجراءات الأخرى، لتحديد مدى التأثير والضرر الحاصل لجسم المرأة الحامل والجنين، كالقيام بفحص عينة من البول للكشف عن وجود أي نسبة للبروتين فيه، كدليل على حدوث ضرر في إحدى الكليتين أو كلاهما.
في أغلب الحالات التي يحدث فيها ارتفاع بسيط في قيم ضغط الدم لدى المرأة الحامل، لا يتم استخدام أي من الأدوية الخاصة بخفْض مستوى ضغط الدم، بل يقوم الطبيب بمراقبة مستوى ضغط الدم لدى المرأة الحامل بشكل دوري، بالإضافة لإجراء فحوصات باستخدام الموجات فوق الصوتية، وبعض الاختبارات الأخرى كمراقبة معدل ضربات قلب الجنين أو نشاطه في رحْم الأم، وذلك بهدف السيطرة على مستوى ضغط الدم وضمان صحة كل من المرأة الحامل والجنين، ومن هنا تأتي أهمية الالتزام بمراجعة الطبيب في المواعيد المحددة من قبله، والتي تكون أكثر تكرارا في بداية فترة الحمل ونهايتها بشكل خاص.
ولكن في حالات الإصابة بارتفاع شديد في مستوى ضغط الدم أو حالة تسمم الحمل، لا بد من مراجعة الطبيب على الفور لإجراء التدخل الطبي اللازم، فكل من هذه الحالات يسبب خطورة على حياة كل من المرأة الحامل والجنين، لذلك لا بد من معرفة المرأة الحامل وذويها للأعراض التي تصاحب حالة تسمم الحمل بشكل خاص وتمييزها على الفور، كما لا بد من التزام المرأة الحامل بمراجعة الطبيب في المواعيد الطبية المحددة، للإطمئنان على صحتها وصحة الجنين واستباق أي أحداث أو مضاعفات ممكن حدوثها.
وتجدر الإشارة إلى عدم ملائمة جميع الأدوية التي تستخدم لخفْض مستوى ضغط الدم، كعلاج للمرأة الحامل عند ارتفاع مستوى الضغط لديها، سواء أكان ذلك استمراراً لما كانت مصابة به قبل بدء فترة الحمل أو ظهر أثناءه، الأمر الذي يحدده الطبيب المعالج المختص بحيث يصف العلاج الملائم ويمنع غيره، فعلى سبيل المثال لا يجوز استخدام الأدوية المثبطة للإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو أدوية حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين للمرأة الحامل على سبيل المثال، بل يعتبر دواء ميثيل دوبا العلاج الأمثل والآمن في هذه الحالة.
العناية الذاتية والوقاية من ارتفاع الضغط أثناء الحمل
تلعب العناية الذاتية دوراً هاماً في الوقاية من الإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، أو من حدوث مضاعفات صحية مصاحبة له، كما يمكنها المساهمة في السيطرة على مستوى ضغط الدم والمحافظة على صحة المرأة الحامل والجنين، ويتم ذلك باتباع بعض السلوكيات، الإرشادات أو التغييرات في نمط الحياة ضمن المراحل التي تسبق فترة الحمل وخلالها، بالإضافة لفترة ما بعد الولادة، ويتمثل ذلك فيما يأتي:
الفترة التي تسبق حدوث الحمل
ينصح دائماً بمحافظة الفرد بشكل عام على مستوى صحته باتباع نمط حياة صحية، يتمثل بزيادة مستوى النشاط البدني اليومي وبشكل منتظم، ممارسة العادات الغذائية الصحية من حيث أنواع الأطعمة، كميتها، التنوع والتوازن في ذلك مع تقليل نسبة استهلاك عنصر الصوديوم (ملح الطعام) اليومية، المحافظة على وزن الجسم الصحي وإنقاص ما هو زائد منه، بالإضافة إلى الابتعاد عن العادات والممارسات السيئة صحياً كـالتدخين وقلة النوم والسهر، ويضاف إلى ذلك بـالنسبة للمرأة التي تخطط للحمل مستقبلا بمراجعة الطبيب بشكل دوري، في حالة إصابتها بأي نوع من الأمراض خاصة المزمنة منها، والحاجة لتناول الأدوية بشكل مستمر حيث يمكن للطبيب تحديد أنواع الأدوية التي يمكن الاستمرار في تناولها في حالة حدوث حمل.
كما من المهم مراقبة المرأة الحامل لمستوى ضغط الدم لديها في المنزل بشكل دوري، خاصةً إذا كانت مصابة بأحد الأمراض المزمنة أو مجموعة منها، كمرض السكري، أمراض الكلى ومرض ارتفاع ضغط الدم، التي لا بد من السيطرة عليها وعلاجها لتقليل نسبة حدوث المضاعفات الصحية خلال فترة الحمل لكل من المرأة الحامل والجنين، وأهم ما في الأمر التحكم بمستوى ضغط الدم والعمل على استقراره ضمن معدلاته الطبيعية خاصة قبل حدوث الحمل.
أثناء الحمل
خلال فترة الحمل لا بد من الاستمرار باتباع نمط الحياة الصحي، الذي تمت الإشارة إليه في الفترة السابقة لحدوث الحمل، فذلك من شأنه أن يساعد في الوقاية من الإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، كما تنصح المرأة الحامل بالالتزام بمراجعة الطبيب في المواعيد المحددة لإجراء فحوصات الحمل الروتينية، والتي من ضمنها قياس مستوى ضغط الدم، فحوصات متكررة للبول، الدم والوزن، للاطمئنان على صحة المرأة الحامل والجنين، والتأكد من عدم وجود مشاكل أو أية مضاعفات.
وخلال تلك المراجعات الطبية يقوم الطبيب بالتدقيق في أنواع الأدوية التي تتناولها المرأة الحامل، لتحديد الأنواع التي يكون من الآمن استخدامها خلال فترة الحمل، واستبدال الأنواع الأخرى التي تضر بالجنين والمرأة الحامل، لذلك لا يجب على المرأة الحامل تناول أي نوع من الأدوية قبل استشارة الطبيب المختص لتحديد ما إذا كان استخدامها آمن خلال فترة الحمل، وفي المقابل لا يجب أن تتوقف عن تناول أي دواء يقوم الطبيب المختص بوصفه دون استشارته، خاصة في حالة الأدوية التي تحتوي على مكملات غذائية كحمض الفوليك، وأدوية تثبيت الحمل التي تحتوي على هرمونات تساعد في منْع أو تقليل خطر حدوث الإجْهاض فيما إذا كانت نسبته عالية لدى المرأة الحامل.
ومن بين الأدوية الأخرى التي من الضروري التزام المرأة الحامل بتناولها خلال فترة الحمل، أدوية خفْض مستوى ضغط الدم المرتفع الموصوفة من قبل الطبيب، بحيث تكون ملائمة وآمنة للاستخدام خلال فترة الحمل، وذلك بحسب إرشادات الطبيب بما يشمل ذلك الجرعة والتكرار خلال اليوم، بالإضافة إلى الإرشادات الغذائية التي تشمل تقليل نسبة الاستهلاك اليومي لعنصر الصوديوم أو ملح الطعام.
وتنصح المراة الحامل بضرورة مراقبة مستوى ضغط الدم لديها في المنزل بشكل دوري، خاصة عند وجود أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أو تسمم الحمل، أو مجموعة منها، ومراجعة الطبيب عند ملاحظة زيادة ملحوظة في مستوى ضغط الدم، كما من المهم أيضا معرفة المرأة الحامل وذويها للأعراض المصاحبة لحالة تسمم الحمل بشكل خاص والانتباه لها وتمييزها عند حدوثها، لتتم مراجعة الطبيب على الفور حتى يقوم بإجراءاته الطبية الخاصة، للحفاظ على صحة وحياة كل من المرأة الحامل والجنين، والتي قد تتمثل في بعض الأحيان بضرورة إجراء ولادة مبكرة للطفل.
فترة ما بعد الحمل
لا يقل أمر العناية الذاتية للمرأة الحامل خلال فترة ما بعد الحمل والولادة أهمية عن ذلك خلال الفترات السابقة، فلا بد من الانتباه إلى كل ما تشعر به المرأة من أعراض بعد ولادتها، خاصة إذا كانت قد عانت من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، فذلك يزيد من خطر إصابتها بمشاكل مرتبطة بما بعد الولادة، بالإضافة لزيادة نسبة حدوث السكتة الدماغية الناتجة من ارتفاع ضغط الدم.
وفي عدد من الحالات النادرة 10:12:23 PM، ولكن تستمر الفرصة لحدوث تسمم الحمل حتى مرور ستة أسابيع على موعد الولادة، ونظرا لخطورة تلك الحالة لا بد من الانتباه للأعراض التي تصاحبها لتتم معالجة المرأة الحامل على الفور.
وتجدر الإشارة إلى أنه في بعض الحالات يقوم الطبيب بوصف دواء الأسبرين بجرعة يومية منخفضة، خلال الثلث الأول من فترة الحمل، وذلك للمرأة الحامل التي سبق وأصيبت بارتفاع ضغط الدم أثناء حمل سابق، أو يتواجد لديها أحد العوامل التي تزيد من خطر إصابتها بذلك أو مجموعة منها.
المراجع:
Hypertension Guidelines Resources, (2018, Oct 26), Hypertension Guidelines Resources, American Heart Association. Retrieved from https://www.heart.org/en/health-topics/high-blood-pressure/high-blood-pressure-toolkit-resources
Todd N., (2019, Jan 13), Potential Complication: Gestational hypertension, Web MD. Retrieved from https://www.webmd.com/baby/potential-complication-gestational-hypertension#1
High blood pressure (Hypertension) during pregnancy: Prevention, (2019, Jan 21), High blood pressure (Hypertension) during pregnancy: Prevention, Cleveland Clinic. Retrieved from https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4497-high-blood-pressure-hypertension-during-pregnancy/prevention
High blood pressure during pregnancy, (2019, Jun 20), High blood pressure during pregnancy, Centers for Disease Control and Prevention. Retrieved from https://www.cdc.gov/bloodpressure/pregnancy.htm
Pregnancy week by week, (2018, Feb 14), Pregnancy week by week, Mayo Clinic. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/pregnancy-week-by-week/in-depth/pregnancy/art-20046098