العلاج / العلاج بتغيير نمط الحياة

 

إن أولى الوسائل التي يتم الاستعانة بها عند الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، هي اتباع نمط حياة صحية، فتطبيق العادات الصحية خلال ممارسات الحياة اليومية للفرد يمكنه أن يساهم بشكل كبير في الوقاية من الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم في بادئ الأمر، كما يمكن لذلك أن يلعب دورا هاما في علاج الفرد عند إصابته الفعلية بالمرض، كما يعزز ويزيد من فعالية الأدوية المستخدمة لعلاج المرض، فالتغييرات الإيجابية في نمط الحياة التي تجعله صحيا أكثر، تساعد في عملية التحكم والسيطرة على مستوى ضغط الدم، ومنْعه من الارتفاع فوق معدلاته الطبيعية، ويمكن لنمط الحياة الصحية أن يشمل الأمور الآتية:

 

1.    القيام بتناول أنواع الأطعمة الصحية:

     فالنظام الغذائي الذي يركز على تناول الأنواع الصحية من الأطعمة يعد أمرا أساسيا في الحفاظ على صحة القلب، فهو يخفض من ارتفاع مستوى ضغط الدم، يحسن مستوى الدهنيات في مجرى الدم، وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويعرف هذا النظام الغذائي باسم حمية "DASH" (Dietary Approach to Stope Hypertension) التي ترتكز على التركيز والإكثار من تناول الأنواع الآتية: الخضار، الفواكه، اللحوم البيضاء من دواجن وأسماك، الحبوب الكاملة والبقوليات ومنتجاتها، الأطعمة الغنية بالألياف، ومنتجات الألبان والأجبان قليلة الدسم، وفي المقابل لا بد من تقليل استهلاك الأطعمة التي تحتوي على أنواع الدهون المشبعة وغير المشبعة (الدهون).

 

كما ومن الضروري القيام بتناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كافية من عنصر البوتاسيوم، كالموز والسبانخ، الذي يعد من العناصر الهامة لصحة الجسم ككل وعضلة القلب وكفاءتها بشكل خاص، فعنصر البوتاسيوم يلعب دورا هاما في الوقاية من الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، حيث يساعد في التحكم في قراءات ضغط الدم ومنْع زيادتها عن معدلاتها الطبيعية.

وتجدر الإشارة إلى ضرورة الانتباه لحجم وكمية الطعام التي يتم تناولها في كل وجبة خلال اليوم، بحيث لا بد من أن تكون مناسبة لحاجة الجسم وحالة الفرد.

 

2.    القيام بتقليل كمية ملح الطعام المستهلكة يوميا:

     حيث يحتوي ملح الطعام على عنصر الصوديوم، الذي يسبب ارتفاعا في مستويات ضغط الدم، لذلك تنصح الهيئات الطبية العالمية بالحد من استهلاك الصوديوم إلى ما هو أقل من 2300 ملليغرام في اليوم، أي ما يعادل ملعقة طعام صغيرة خلال اليوم، ومما يجدر ذكره أن الحد من استهلاك ملح الطعام لا بد من أن يشمل تناول الأطعمة المعلبة أو الجاهزة التي يتم تناولها، فهي تحتوي على نسبة عالية من عنصر الصوديوم.

 

3.   المحافظة على الوزن الصحي:

 

     فالمحافظة على وزن الجسم الصحي، أو محاولة الوصول إليه عن طريق القيام بإنقاص ما هو زائد من وزن الجسم، في حالة الإصابة بالسمنة أو زيادة الوزن، يساعد في التحكم في مستويات ضغط الدم، ليقي من ارتفاعها وما يترتب على ذلك من تقليل خطر الإصابة بالأمراض والمخاطر الصحية الأخرى المرتبطة بذلك، فقد بينت بعض الدراسات الطبية أنه بالإمكان التأثير على مستوى ضغط الدم بحيث يتم خفْضه بمقدار 1 ملليمتر زئبقي، مقابل كل كيلوغرام يتم إنقاصه من وزن الجسم.

 

ويمكن الحصول على تلك النتيجة من خلال زيادة مستوى النشاط البدني اليومي واتباع نظام غذائي صحي، متوازن وقليل السعرات الحرارية التي يجب أن تتناسب مع عوامل معينة لدى الفرد كحجمه، مستوى نشاطه البدني وفيما إذا كان ذكرا أم أنثى.

 

4.    العمل على زيادة مستوى النشاط البدني اليومي:

 فممارسة النشاط البدني بشكل منتظم يمكنها المساعدة في خفْض مستوى ضغط الدم لمعدلاته الطبيعية، الحد من الشعور بالقلق والتوتر، وبذلك يقلل من خطر تطور المشاكل الصحية والأمراض المزمنة لدى الفرد ومنها مرض ارتفاع ضغط الدم، كما تساهم ممارسة النشاط البدني اليومي في الحفاظ على وزن الجسم الصحي ومنْع زيادته.

 

وللحصول على تلك النتائج الصحية من النشاط البدني، تنصح الهيئات الطبية العالمية بممارسة تمارين الأيروبيك أو الأنشطة البدنية ذات الدرجة المعتدلة الشدة لمدة 150 دقيقة يوميا (ساعتين ونصف)، أو ذات الدرجة العالية الشدة لمدة 75 دقيقة (ساعة وربع)، كممارسة المشي السريع لمدة 30 دقيقة بمعدل لا يقل عن ثلاثة إلى خمسة أيام في الأسبوع، الركض، السباحة وركوب الدراجات الهوائية، كما ينصح بالقيام بممارسة أنواع الأنشطة أو التمارين الرياضية التي تهدف لتقوية العضلات بمعدل لا يقل عن يومين أسبوعيا.

 

5.    التقليل من استهلاك المشروبات المحتوية على مادة الكافيين:

كالشاي، القهوة والمشروبات الغازية، فمادة الكافيين من شأنها رفْع مستوى ضغط الدم، وتقليل فعالية العلاج وكفاءته.

 

6.    الامتناع عن تناول الكحول:

     فالكحول يساهم في زيادة مستوى ضغط الدم عن المعدلات الطبيعية، لذلك لا بد من الامتناع عن تناوله للوقاية من الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، وتطور مضاعفاته التي تؤدي في الغالب للإصابة بعدد من المشاكل والأمراض المزمنة الأخرى، كالسكتة الدماغية.

 

7.    الإقلاع عن التدخين:

     بالإضافة إلى تجنب الأماكن التي يتواجد أو يكثر فيها المدخنين، فالتدخين بشكل عام بما فيه التدخين السلبي، يصيب جدران الأوعية الدموية المختلفة في الجسم بالضرر، ويزيد من سرعة تراكم المواد الدهنية داخل الشرايين ليزيد من خطر الإصابة بانسدادها، وارتفاع مستوى ضغط الدم فيها.

 

 

8.    الحد من الشعور بالقلق والتوتر:

     فكل من القلق والتوتر يلعبان دورا هاما في زيادة مستوى ضغط الدم، نتيجة لتأثيرهما على مجموعة من هرمونات الجسم المسؤولة عن تنظيم مستوى ضغط الدم في الجسم، لذلك ينصح بمحاولة خفْض مدى الشعور بالقلق أو التوتر قدْر الإمكان، من خلال القيام ببعض السلوكيات والأساليب العلاجية الصحية التي من شأنها المساعدة على ذلك، كممارسة تمارين الإطالة، تمارين استرخاء العضلات، التأمل، أو ممارسة تقنية التنفس العميق، كما يمكن أن تساعد ممارسة النشاط البدني المنتظم والحصول على قسط كافٍ من النوم، في الحد من شعور الفرد بالقلق أو التوتر أيضا.

 

9.    القيام بالمراقبة الذاتية لمستوى ضغط الدم في المنزل:

     حيث تنصح الهيئات الطبية العالمية بالقيام بقياس قراءات ضغط الدم بمعدل مرتين يوميا، فقيام الفرد بمراقبة قيم ضغط الدم لديه أو القيام بقياسها بشكل دوري ومنتظم في المنزل، يمكنه أن يساعد في المحافظة على استقرارها، تقييم فعالية العلاج المستخدم سواء نمط الحياة الصحية أو الأدوية الصيدلانية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أي مضاعفات خطيرة محتملة قد يكون الفرد مصاب بها، ولكن في المقابل لا يجوز اعتماد المريض على قراءات ضغط الدم المقاسة في المنزل بشكل تام، بعيدا عن إرشادات الطبيب وتعليماته، فلا يجوز التوقف عن تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب دون الرجوع إليه واستشارته، حتى لو كانت قراءات ضغط الدم المقاسة في المنزل ضمن المعدلات الطبيعية.

 

10.   ممارسة تمارين تساعد على الاسترخاء:

    كالتنفس بشكل بطيء وعميق الذي يساعد على الشعور بالاسترخاء، مما يساهم في خفْض مستوى ضغط الدم، خاصة عند شعور الفرد بالقلق أو التوتر.

 

 

 

11.   العمل على التحكم بمستوى ضغط الدم أثناء فترة الحمل:

       فالمرأة الحامل التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، أو التي تزيد لديها نسبة خطر الإصابة بذلك، لا بد من مراجعتها للطبيب، استشارته، الالتزام بتعليماته وتوصياته بهدف التحكم في قيم ضغط الدم، للحيلولة دون إصابة كل من المرأة الحامل والجنين بمخاطر أو مضاعفات صحية، ناتجة عن الارتفاع المزمن أو الشديد في مستوى ضغط الدم.


المراجع:

High blood pressure (hypertension), (2018, May 12), High blood pressure (hypertension), Mayo Clinic. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/high-blood-pressure/diagnosis-treatment/drc-20373417

Steinbaum S.R., (2017, Dec 17), An overview of high blood pressure treatment, Web MD. Retrieved from https://www.webmd.com/hypertension-high-blood-pressure/guide/hypertension-treatment-overview#1

Hypertension: Treatment overview: Management and treatment, (2011, Feb 1), Hypertension: Treatment overview: Management and treatment, Cleveland Clinic. Retrieved from https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/12274-hypertension-treatment-overview/management-and-treatment

MacGill M., (2018, Nov 21), Everything you need to know about hypertension, Medical News Today. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/150109.php

Biggers A., (2019, Feb 27), High blood pressure treatment, Healthline. Retrieved from https://www.healthline.com/health/high-blood-pressure-hypertension-treatment

High blood pressure, (2019, Apr 30), High blood pressure, Medline Plus. Retrieved from https://medlineplus.gov/highbloodpressure.html

حمل التطبيق الآن
متوفر على متجري ابل وجوجل

الاشتراك بالنشرة البريدية