مرحلة ما
قبل الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم / المراقبة الذاتية
تعد المراقبة الذاتية
لقيم ضغط الدم لدى الفرد في المنزل من الأمور الهامة، التي تساعد في تحسين مستوى
وجودة حياته بشكل عام، خاصةً عند بدء مرحلة ما قبل الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم
لديه، أو إصابته الفعلية بمرض ارتفاع ضغط الدم أو بأحد الأمراض الأخرى التي تؤثر
على مستوى ضغط الدم وتؤدي لارتفاعه، حيث توصي الهيئات الطبية العالمية بقيام
الأفراد بشكل عام بقياس مستوى ضغط الدم لديهم بشكل منتظم، حتى لو لم يكونوا يعانون
من أي أمراض مزمنة، والقيام بقياسه ومراقبته ذاتيا بشكل أكثر تكراراً لدى الأفراد
المصابين بأي حالة يحدث فيها ارتفاع في مستويات ضغط الدم، أو تتسبب بزيادة خطر
حدوث ذلك.
أهمية
المراقبة الذاتية لقراءات ضغط الدم
وتتمثل أهمية المراقبة
الذاتية لقراءات ضغط الدم لدى الفرد في المنزل من قبله أو من قبل أحد أفراد أسرته،
بالعديد من الفوائد التي قد تشمل ما يأتي:
- المساعدة في الكشف والتشخيص المبكر: فالمراقبة الذاتية يمكنها أن تساعد الفرد والطبيب المختص
في الكشف المبكر عن أي تغيير في قيم ضغط الدم، بما في ذلك ارتفاع قراءات ضغط الدم
وبدء مرحلة ما قبل الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، ومحاولة ربْط ذلك بعدد من
الأحداث أو السلوكيات لدى الفرد، ومن المهم جداً القيام بالمراقبة الذاتية لقراءات
ضغط الدم لدى الفرد في المنزل، خاصةً عند الإصابة بأحد الأمراض التي تجعل الفرد
أكثر عرضة لحدوث زيادة في مستوى ضغط الدم عن معدلاته الطبيعية، مثل الإصابة بمرض
السكري أو أمراض الكلى.
- المساعدة في تقييم فعالية العلاج الموصوف: بما في ذلك تغييرات نمط الحياة المتبعة من قبل الفرد عند
بدء مرحلة ما قبل الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، فالمراقبة الذاتية لقراءات ضغط
الدم في المنزل، تعد الطريقة الوحيدة التي تساعد على تحديد مدى فعالية أي إجراء
جديد متبع من قبل المريض وتحت إشراف الطبيب، بهدف خفْض القراءات المرتفعة عن المعدل
الطبيعي لضغط الدم، وبالتالي تحديد أي تعديلات أخرى مطلوبة للوصول لتلك الغاية.
- المساهمة في السيطرة على قراءات ضغط الدم: فالمراقبة الذاتية لقراءات ضغط الدم في المنزل تساهم في
التحكم بها والسيطرة عليها ضمن المعدلات الطبيعية لدى الأفراد بشكل عام، ولدى مجموعة
منهم بشكل خاص ممن بدأت لديهم مرحلة ما قبل الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، فالقيام
بالمراقبة الذاتية لقراءات ضغط الدم من شأنه أن يساهم في الوقاية من تطور الحالة
للإصابة الفعلية بمرض ارتفاع ضغط الدم، وما يترتب على ذلك من مضاعفات ومخاطر صحية
أخرى.
- تشجيع الفرد على الالتزام بنمط حياة صحية: فالمراقبة الذاتية لقراءات ضغط الدم في المنزل تعطي
نتيجة واضحة لمقدار تأثير أي تغيير إيجابي في نمط حياة الفرد، ويشجعه على الالتزام
بذلك وإضافة عادات صحية جديدة لنمط حياته، بما في ذلك العادات الغذائية الصحية وممارسة
النشاط البدني المنتظم، الأمر الذي يحسن من مستوى وجودة حياة الفرد،
ويقلل من الإصابة بعدد من المخاطر الصحية.
- تقليل العبء المالي على الفرد: فكما سبق ذكره، تساهم المراقبة الذاتية في الكشف المبكر
عن أي اختلاف أو تغيير في قراءات ضغط الدم، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بمرض
ارتفاع ضغط الدم أو بدء مرحلة ما قبل الإصابة به، بالإضافة إلى خفْض نسبة الإصابة
بالأمراض والمضاعفات الصحية المرتبطة بذلك، وما يترتب على ذلك من علاجات ورعاية
صحية لازمة للسيطرة على تلك الأمراض، مع تكاليف مالية فردية ومجتمعية ناجمة عنها.
وتتوافر العديد
من الأجهزة التي تستخدم لقياس قراءات ضغط الدم، والتي يمكن الاستعانة بها لمراقبة
تلك القراءات لدى الفرد في المنزل، بعضها يقوم بتسجيل جميع القراءات التي تظهر
عليه، وإن لم يكن ذلك ممكناً ينصح الفرد بالقيام بتسجيل قراءات ضغط الدم لديه على
دفتر خاص، لمساعدته في تقييمها، حساب معدل لها ومراقبة عدد من العوامل التي تؤثر على قيمها،
للمساهمة في السيطرة على تلك القيم ضمن المعدلات الطبيعية التي تقل عن 120 ملليمتر
زئبقي لقيمة ضغط الدم الانقباضي، وتقل عن 80 ملليمتر زئبقي لقيمة ضغط الدم
الانبساطي، مع الانتباه لعدم خفض تلك القيم عن 100 ملليمتر زئبقي لقيمة ضغط الدم
الانقباضي وعن 60 ملليمتر زئبقي لقيمة ضغط الدم الانبساطي، للوقاية من هبوط ضغط
الدم من جهةٍ أخرى.
وتُقسم الأجهزة
التي تستخدم لقياس ضغط الدم إلى نوعين أحدهما يدوي والآخر إلكتروني، ولكن ينصح
باستخدام النوع الإلكتروني لغايات المراقبة الذاتية في المنزل، وذلك لسهولة
استخدامه مقارنة بذلك اليدوي، ولكن النوعين وبشكل عام يتكونان من ذات الأجزاء
الرئيسية، حيث تحتوي أجهزة قياس ضغط الدم على قطعة قماش خاصة قابلة للنفخ تلف على
الذراع، ومقياس لقراءات ضغط الدم بوحدة الملليمتر زئبقي.
الأمور
الواجب مراعاتها عند قياس ضغط الدم
من المهم معرفة
الكيفية والطريقة الصحيحة التي يتم بها قياس قراءات ضغط الدم، وذلك للحصول على
قراءات دقيقة خاصة خلال إجراء المراقبة الذاتية في المنزل، فهنالك عدد من الخطوات
الواجب مراعاتها، بالإضافة إلى مجموعة من السلوكيات اللازم تجنبها، ويمكن تلخيص كل
ذلك بما يأتي:
- التحقق من دقة الجهاز المستخدم: خاصة عند استخدام جهاز جديد، فلا بد من مقارنته ومقارنة
القراءات التي يقوم بإعطائها، بغيرها من القراءات التي تصدر من جهاز آخر موثوق
فيه، كذلك المستخدم في عيادة الطبيب، كما لا بد من استشارة الطبيب للتحقق من صحة
الطريقة التي يقوم بها الفرد لقياس قيم ضغط الدم.
- عدم القيام بقياس قراءة ضغط الدم بعد الاستيقاظ من النوم
مباشرة: حيث ينصح بالانتظار
لبعض الوقت بعد الاستيقاظ من النوم لقياس ضغط الدم، ولكن في المقابل لا يجب القيام
بذلك بعد تناول وجبة الطعام أو أي نوع من الأدوية، خاصة تلك المستخدمة لعلاج
الارتفاع في ضغط الدم، كما لا بد من الامتناع عن قياس ضغط الدم بعد القيام بأي نوع
من الأنشطة البدنية أو التمارين الرياضية، ومحاولة الدخول إلى دورة المياه قبل
قياس ضغط الدم، فامتلاء المثانة يمكن أن يسبب ارتفاعا في قيم ضغط الدم.
- تجنب تناول بعض الأنواع من الأطعمة والمشروبات قبل القيام
بقياس قراءة ضغط الدم: وذلك
يشمل الأطعمة والمشروبات بشكل عام، وخاصة تلك التي تحتوي على مادة الكافيين،
كالقهوة، الشاي والمشروبات الغازية، حيث يجب تجنب تناولها خلال مدة 30 دقيقة قبل
قياس ضغط الدم، كما لا بد من تجنب تناول الكحول أو القيام بالتدخين
في تلك الفترة كذلك الأمر.
- الجلوس بهدوء دون حركة قبل وأثناء قياس ضغط الدم: فلا بد من القيام بذلك لمدة خمس دقائق على الأقل قبل فحص
قيمة ضغط الدم، والاستمرار بالجلوس دون حركة أثناء القيام بفحص قيمة ضغط الدم أيضا،
حيث ينصح بالجلوس في وضعية مريحة على مقعد يسند الظهر، ودون وضع إحدى القدمين أو
الكاحلين على الأخرى، مع التوقف عن الحديث وعدم التفكير بأي أمور مزعجة أو مجهدة.
- التأكد من وضع الذراعين بشكل صحيح: خاصة تلك المستخدمة لقياس ضغط الدم فيها، فلا بد من
وضعها بمستوى القلب، بحيث تكون متكئة على أداة مريحة مثل ذراع المقعد، الطاولة أو
وسادة، وينصح أيضا باستخدام نفس الذراع دائما عند قياس ضغط الدم، لمحاولة الحصول
على قراءات غير متباينة، كما يحدث عند التبديل بين الذراعين.
- القيام بلف القطعة الخاصة حول الذراع بشكل مباشر فوق
طبقة الجلد: فوضعها فوق
الملابس يمكن أن يعطي قراءة غير دقيقة لضغط الدم.
- القيام بقياس قراءة ضغط الدم مرتين يوميا: بحيث تكون تلك الأوقات التي يتم فيها فحص قراءات ضغط الدم
متباعدة، واحدة في الصباح والأخرى في ساعات المساء، مع القيام بأخذ أكثر من قراءة
واحدة له في كل مرة، فضغط الدم يتميز بتذبذبه وتغيره خلال اليوم، بحيث تكون قيمته
أعلى في ساعات الصباح، لذلك ينصح بالقيام بقياس قراءات ضغط الدم في أوقات ثابتة
خلال اليوم، في محاولة لتثبيت أي عوامل متغيرة تؤثر على تلك القراءات.
وبالإضافة إلى المراقبة الذاتية لقراءات ضغط الدم لدى
الفرد في المنزل، لا بد من إجراء وتبني بعض التغييرات في نمط الحياة المتبع ليصبح
صحيا أكثر، مما يساعد في الوقاية من بدء مرحلة ما قبل الإصابة بمرض ارتفاع ضغط
الدم أو الإصابة الفعلية به، أو بغيره من الأمراض التي يمكنها أن تؤدي بطريقة أو
بأخرى لزيادة مقدار ضغط الدم، لذلك ينصح الفرد بالقيام بمجموعة من التغييرات في
عاداته الصحية ومراقبة نمط الحياة المتبع لديه، مع محاولة السيطرة على أية أمراض مزمنة
قد يكون مصابا بها، والاحتفاظ بسجلات لقراءات ضغط الدم المختلفة لديه.
المراجع:
Get the most out of home blood pressure monitoring, (2019, Jan 9), Get the most out of home blood pressure monitoring, Mayo Clinic. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/high-blood-pressure/in-depth/high-blood-pressure/art-20047889
How to monitor – and lower – your blood pressure at home, (N.D), How to monitor – and lower – your blood pressure at home, Harvard Health Publishing. Retrieved from https://www.health.harvard.edu/heart-health/how-to-monitor-and-lower-your-blood-pressure-at-home
Measuring blood pressure, (2019, Apr 18), Measuring blood pressure, Centers for Disease Control and Prevention. Retrieved from https://www.cdc.gov/bloodpressure/measure.htm
Beckerman J., (2018, Sep 5), Checking your blood pressure, WEB MD. Retrieved from https://www.webmd.com/hypertension-high-blood-pressure/monitoring-blood-pressure#1
Monitoring your blood pressure at home, (2017, Nov 30), Monitoring your blood pressure at home, American Heart Association. Retrieved from https://www.heart.org/en/health-topics/high-blood-pressure/understanding-blood-pressure-readings/monitoring-your-blood-pressure-at-home