مرض السكري النوع الثاني / التشخيص

 

يختلف مرض السكري النوع الثاني عن مرض السكري النوع الأول في صعوبة ملاحظة أعراضه وتأخر ظهورها لفترة طويلة، وتعتبر لذلك معرفة عوامل خطر الإصابة بالسكري النوع الثاني مهمة جداً ليتوجه المريض إلى عيادة الطبيب في حال انطبقت هذه العوامل عليه. توصي الهيئات الطبية العالمية بإجراء فحص دوري للتحري عن الإصابة بمرض السكري النوع الثاني ابتداءً من عمر 40 عاماً، خصوصاً إذا كان الشخص يعاني من زيادة الوزن. في حال كانت نتائج الفحوصات طبيعية فإنها تُعاد كل 3 سنوات، وعلى فترات أقرب إذا كانت مستويات سكر الدم أعلى من المعدل الطبيعي دون الإشارة إلى الإصابة بمرض السكري، حيث من الممكن أن يكون المريض وقتها لا يزال في مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري.

 

يوصى أيضاً بإجراء فحص التحري عن مرض السكري النوع الثاني للأشخاص قبل بلوغهم 40 عاماً من العمر في حال كانوا يعانون من زيادة الوزن ومعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكري. ومن عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب أو مرض السكري قلة النشاط البدني، ووجود تاريخ مرضي للإصابة بمرض السكري النوع الثاني في العائلة، وإصابة الشخص نفسه بمرض ارتفاع ضغط الدم (ضغط الدم لديه أكبر من 140/90 ملليمتر زئبق)، و إصابة النساء بمرض سكر الحمل في وقت سابق.

 

بالإضافة إلى الأسباب السابقة لإجراء فحوصات الدم للكشف عن الإصابة بمرض السكري،  يُنصح المرضى أيضاً بمراجعة الطبيب في حال ملاحظة أيٍّ من أعراض مرض السكري النوع الثاني. في حال تم تشخيص المريض بمرض السكري فإن الطبيب قد يُجري فحوصات أخرى لتحديد نوع مرض السكري الذي يعاني منه المريض بالتحديد (مرض السكري النوع الأول أو مرض السكري النوع الثاني) حيث يختلف العلاج بناءً على النوع.

 

المحتويات

فحوصات تشخيص مرض السكري النوع الأول

فحص السكر التراكمي

فحص السكر الصيامي

فحص سكر الدم العشوائي

(فحصل تحمل الجلوكوز (السكر

الفحوصات الأخرى المستخدمة لتأكيد نوع مرض السكري

ما بعد التشخيص

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  فحوصات تشخيص مرض السكري النوع الأول 

تعتبر فحوصات سكر الدم من الفحوصات الأساسية المستخدمة لتشخيص مرض السكري النوع الثاني. تتعدد أنواع فحوصات سكر الدم لتشمل الفحوصات التالية:

1.    فحص السكر التراكمي (HbA1c).

2.    فحص السكر الصيامي.

3.    فحص سكر الدم العشوائي.

4.    فحص تحمل الجلوكوز (السكر).

 

يلجأ الطبيب إلى إجراء واحد أو اكثر من فحوصات سكر الدم السابقة لتأكيد التشخيص بمرض السكري النوع الأول، أو مرض السكري النوع الثاني، أو مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري، وتعتبر هذه الفحوصات بسيطة وتظهر نتائجها بسرعة. إذا قمت بإجراء فحص سكر الدم في الصيدلية أو خلال المعارض الصحية، عليك المتابعة مع الطبيب للتأكد من دقة النتائج.

 

1.    فحص السكر التراكمي

تشير قراءات هذا الفحص إلى معدل سكر الدم في فترة الشهرين إلى الثلاثة أشهر التي تسبق موعد إجراء الفحص من خلال قياس النسبة المئوية للسكر المرتبط بالهيموجلوبين (وهو البروتين المسؤول عن حمل الأكسجين في خلايا الدم الحمراء)، لذلك تكون قراءات هذا الفحص على شكل نسب مئوية بدلاً من الأرقام. كلما ارتفع معدل السكر في الدم زاد عدد جزيئات الهيموجلوبين التي يرتبط معها لترتفع بالتالي قراءة هذا الفحص.

يمكن تفسير نتائج فحص السكر التراكمي كما يلي:

  • أقل من 5.7٪: قيمة طبيعية لا تشير إلى الإصابة بأي من أنواع مرض السكري.
  • 5.7٪ - 6.4٪: مرور المريض بمرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري، وينبغي عندها أن يراعي المريض نمط حياته بشكل أكبر خصوصاً فيما يتعلق بممارسة الرياضة وطبيعة الغذاء المتناول وكميته.
  • 6.5٪ أو أكثر: تشير هذه القراءات إلى إصابة المريض بالسكري عند ظهورها لمرتين، كل مرة في فحص منفصل. ولمعرفة نوع مرض السكري بالتحديد يُجري الطبيب فحوصات أخرى.

في حال عدم إمكانية إجراء فحص السكر التراكمي أو وجود ظروف تعيق الحصول على نتائج دقيقة عند إجرائه كالحمل مثلاً، يُجري الطبيب فحوصات أخرى مثل فحص السكر الصيامي، أو فحص سكر الدم العشوائي، أو فحص تحمل الجلوكوز (السكر).

 

 

2.    فحص السكر الصيامي

يقيس هذا الفحص مستوى سكر الدم بعد الصيام (الامتناع عن الطعام من مساء اليوم السابق وحتى موعد إجراء الفحص في اليوم التالي)، وتنقسم قراءاته إلى المجموعات التالية:

  • أقل من 100 ملليغرام لكل ديسيلتر: قيمة طبيعية لا تشير إلى الإصابة بمرض السكري.
  • 100 – 125 ملليغرام لكل ديسيلتر: مرور المريض بمرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري، وينبغي عندها أن يراعي المريض نمط حياته بشكل أكبر.
  • 126 ملليغرام لكل ديسيلتر أو أكثر: تشير هذه القيم إلى إصابة المريض بالسكري عند تكرارها في فحصين منفصلين.

 

3.    فحص سكر الدم العشوائي

يمتاز هذا الفحص بإمكانية إجرائه في أي وقت نظراً لعدم ضرورة صيام المريض عند إجرائه، ويمكن التحقق من دقة نتائجه بإجرائه مرة أخرى. إذا كانت نتيجة فحص سكر الدم العشوائي 200 ملليغرام لكل ديسيلتر أو أكثر فإن ذلك يعني أن المريض قد يكون مصاباً بالسكري خصوصاً إذا كان المريض يشعر بأحد أعراض مرض السكري، وعندها يصبح من الضروري إجراء فحوصات أخرى لتأكيد التشخيص.

 

4.    فحص تحمل الجلوكوز (السكر)

يتم إجراء فحوصات سكر الدم السابقة أكثر من فحص تحمل الجلوكوز إلا في حالة الحمل. ولإجراء هذا الفحص يكون المريض صائماً منذ الليلة السابقة ويتم قياس مستوى السكر الصيامي في الدم، ثم يُطلب من المريض شرب سائل يحتوي على كمية معينة من السكر (الجلوكوز)، ثم يُقاس معدل السكر في الدم مرة أخرى بعد مرور ساعة واحدة على شرب السائل المحتوي على السكر، وبعد مرور ساعتين، وأحياناً بعد مرور 3 ساعات. يمكن تفسير نتائج فحص تحمل الجلوكوز بناءً على قراءة سكر الدم بعد مرور ساعتين على شرب السائل كما يلي:

  • 140 ملليغرام لكل ديسيلتر أو أقل: قراءات طبيعية.
  • 199-140 ملليغرام لكل ديسيلتر: تشير إلى مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري.
  • 200 ملليغرام لكل ديسيلتر أو أكثر: تشير إلى الإصابة بمرض السكري.

 

ولتوضيح الفرق بين نتائج الفحوصات المختلفة ودلالاتها بما يخص تشخيص مرض السكري، انظر الجدول التالي:

فحص تحمل الجلوكوز   فحص السكر الصيامي  فحص السكر التراكمي نوع فحص سكر الدم / النتيجة 
140 ملليغرام لكل ديسيلتر أو أقل  أقل من 100 ملليغرام لكل ديسيلتر أقل من 5.7%  النتائج طبيعية 
199-140 ملليغرام لكل ديسيلتر  100 – 125 ملليغرام لكل ديسيلتر  5.7%- 6.4%  مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري 
200 ملليغرام لكل ديسيلتر  126 ملليغرام لكل ديسيلتر أو أكثر  6.5% أو أكثر  الإصابة بمرض السكري 

 

 

الفحوصات الأخرى المستخدمة لتأكيد نوع مرض السكري

تستخدم فحوصات سكر الدم المختلفة لتشخيص أنواع مرض السكري المتعددة (السكري النوع الأول، السكري النوع الثاني، سكر الحمل)، إلا أن هناك فحوصات أخرى تمكن الطبيب من تأكيد التشخيص وتحديد نوع مرض السكري بشكل أكثر دقة في حال ثبتت إصابة المريض بمرض السكري، وتعتبر هذه الخطوة مهمة لأن العلاج يعتمد على نوع مرض السكري بالتحديد.

 

إذا لم يلاحظ الطبيب وجود الكيتونات في البول عند إجراء فحص البول فإن هذه النتيجة تشير غالباً إلى الإصابة بمرض السكري النوع الثاني وليس الأول. كذلك، إذا أجرى الطبيب فحص الدم للتحقق من وجود الأجسام المضادة وكانت النتيجة سلبية فإن المريض يعاني على الأغلب من مرض السكري النوع الثاني.

 

 

ما بعد التشخيص 

1.    تحديد الخطة العلاجية:

في حال تم تشخيص المريض بمرض السكري النوع الثاني، سيناقش الطبيب مع المريض الخطة العلاجية المناسبة لحالته والتي تتضمن العلاج بتغيير نمط الحياة بحيث يكون صحياً ليساعد في السيطرة على مستويات السكر في الدم ويقي المريض من مضاعفات مرض السكري، بالإضافة إلى العلاج بالأدوية عن طريق الفم في بعض الحالات، وقد يحتاج بعض مرضى السكري النوع الثاني إلى العلاج بالإنسولين أحياناً. يتم تعليم مريض السكري النوع الثاني كيفية إجراء فحص سكر الدم في المنزل و حقن الإنسولين وتخزينه (في حال وُصف لهم).

 

2.    مراقبة مستوى السكر في الدم (المراقبة الذاتية):

يطلب الطبيب من المريض مراقبة مستوى السكر في الدم  باستخدام جهاز فحص السكر في المنزل وقد يطلب منه تسجيل قراءات سكر الدم في أوقات معينة (في الصباح قبل تناول الطعام وبعد الوجبات مثلاً) ليراجعها الطبيب عند زيارة المريض له وإجراء أي تغيير ضروري في خطته العلاجية أو نُصح المريض بتغيير نمط غذائه. إذا كان مريض السكري النوع الثاني لا يتلقى العلاج بالإنسولين فإنه قد لا يحتاج إلى فحص سكر الدم يومياً.

 

 

 

3.    فحص السكر التراكمي:

بالإضافة إلى مراقبة المريض الذاتية وفحصه لمستوى سكر الدم في المنزل، يُجري المريض بشكل دوري فحص السكر التراكمي (من مرتين إلى أربع مرات سنوياً) حتى بعد تشخيصه بمرض السكري النوع الثاني، لأنه يدل بشكل أدق على مدى ملاءمة الخطة العلاجية للمريض. يعتمد الحد الطبيعي للسكر التراكمي للمرضى المصابين بالسكري على العمر وعوامل أخرى، ولكن بشكل عام يُنصح المريض بأن يحافظ على معدل السكر التراكمي دون 7%.

 

4.    فحوصات الدم الأخرى وفحوصات البول:

يطلب الطبيب من المريض الالتزام بإجراء فحوصات الدم والبول الدورية للتحقق من مستوى الكوليسترول في الجسم، ووظيفة الغدة الدرقية، ووظائف الكلى ووظائف الكبد.

 

5.    مراقبة ضغط دم المريض.

 

6.     الفحص السريري للمريض لمراقبة الأماكن التي يتم وخزها بإبرة جهاز فحص السكري في المنزل والأماكن التي يحقن المريض الإنسولين من خلالها.


:المراجع

Getting Tested. (2019, May 15). Getting Tested. Centers for Disease Control and Prevention. Retrieved from https://www.cdc.gov/diabetes/basics/getting-tested.html

Mayo Clinic Staff. (2019, January 9). Type 2 Diabetes. Mayo Clinic. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/type-2-diabetes/symptoms-causes/syc-20351193

Type 2 Diabetes. (2019, May 30). Type 2 Diabetes. Centers for Disease Control and Prevention. Retrieved from https://www.cdc.gov/diabetes/basics/type2.html

Khatri, M. (2019, November 6). Type 2 Diabetes: Symptoms, Causes, Diagnosis, and Treatment. WebMD. Retrieved from https://www.webmd.com/diabetes/type-2-diabetes#2

حمل التطبيق الآن
متوفر على متجري ابل وجوجل

الاشتراك بالنشرة البريدية