الامتناع عن التدخين / التدخين ومضاره

للتدخين بأنواعه المختلفة مضار عديدة على صحة المدخن والمحيطين به، وتشمل آثار تدخين السجائر السلبية معظم أجزاء الجسم، كالقلب والرئتين والبشرة وحتى العيون. تنتج مضار التدخين بسبب مكونات السجائر الكيميائية الضارة، حيث يحتوي دخان السجائر على أكثر من 4000 نوع من المركّبات التي يعتبر بعضها ساماً، وبعضها الآخر مسرطناً. تختلف هذه المركبات في تراكيزها ويعد القطران والنيكوتين وأول أكسيد الكربون من أعلاها تركيزاً في دخان السجائر.

مكونات دخان السجائر وآثارها السلبية على الجسم

 فيما يلي بيان لهذه المكونات وآثارها السلبية على الجسم:

1.    النيكوتين: يعتبر النيكوتين المسؤول عن صعوبة ترك التدخين، فعلى الرغم من أنه ليس عنصراً مسرطناً إلا أنه يسبب الإدمان بشكل كبير. يؤدي استهلاك النيكوتين بكميات معينة إلى الاستفراغ، ونوبات الصرع، وإحباط الجهاز العصبي، وإعاقة النمو، وإعاقة تطور الجنين.

2.    أول أكسيد الكربون: لا يتمكن جسم الإنسان من التمييز بين الأكسجين وأول اكسيد الكربون السام ليتم استنشاق أول أكسيد الكربون بسهولة وامتصاصه إلى مجرى الدم، فهو غاز لا طعم له ولا رائحة. يؤدي استنشاق غاز أول اكسيد الكربون إلى المضار التالية:

•     التعب والإعياء.
•     الضعف.
•     الدوخة (الدوار).
•     الدخول في غيبوبة قد تؤدي إلى الوفاة في حال استنشاقه بكميات كبيرة.
•     يكون غاز أول أكسيد الكربون أكثر سمية للأجنّة والرضع والمصابين بأمراض القلب والرئتين.

3.    القطران: يتألف القطران من مجموعة من العناصر الكيميائية المسرطنة، وتكمن المشكلة في أن نسبة كبيرة منه (تصل إلى 70٪) تبقى داخل الرئتين عند التدخين. تساهم مكونات الدخان السابقة مع المكونات الأخرى لدخان السجائر في تعريض العديد من أعضاء وأجهزة الجسم لآثار سلبية ومضاعفات خطيرة وتراجع صحة المدخنين بشكل عام، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

مضار التدخين

تشمل مضار التدخين (بكافة أنواعه) ما يلي:

1. التسبب بالوفاة:

تنتج الكثير من الوفيات بشكل سنوي بسبب التدخين، فالتدخين مسؤول عن 90٪ من حالات الوفاة في مرضى سرطان الرئة، و80٪ من حالات الوفاة في المرضى المصابين بـمرض الانسداد الرئوي المزمن.

2. تلف الرئتين:

عند البدء بالتدخين، تؤذي مكونات الدخان الممرات والحويصلات الهوائية في الرئتين وتستمر وظيفة الرئتين بالتراجع مع الاستمرار بالتدخين، لتسبب مع مرور الوقت الأمراض الرئوية التالية:

• مرض الانسداد الرئوي المزمن: ويتضمن انتفاخ الرئة والتهاب القصبات المزمن، وتكون نسبة وفاة هؤلاء المرضى المدخنين أكبر بحوالي عشر أضعاف مقارنة بغير المدخنين المصابين بنفس المرض. ومن أعراض مرض الانسداد الرئوي المزمن خروج مخاط مع السعال، وضيق النفس، وسماع صوت صفير في الرئتين.
• سرطان الرئة: يكون المدخنين أكثر عرضة للإصابة بـسرطان الرئة مقارنة بغير المدخنين (بحوالي 25 ضعف)، وتكون أغلب وفيات سرطان الرئة بسبب التدخين.
• إثارة نوبات الربو أو تفاقمها في  المرضى المصابين بـالربو.
• تفاقم الالتهاب الرئوي في حال الإصابة به.

3. أمراض القلب:

يسبب التدخين ارتفاع ضغط الدم ويقلل القدرة على ممارسة الرياضة كما ويقلل من مستوى الكوليسترول الجيد (High density lipoprotein-HDL) في الدم. يتلف التدخين القلب والأوعية الدموية مما يسبب الإصابة بالعديد من أمراض القلب، والتي تشمل ما يلي:

• مرض الشريان التاجي.
• مرض الأوعية الدموية الطرفية أو المحيطية (Peripheral vascular disease-PVD) حيث يتأثر تدفق الدم في الأوعية الدموية المؤدية للأطراف (الذاعين والأرجل) ويؤدي إلى الشعور بألم الرجلين عند المشي.
• تصلب الشرايين: حيث تتراكم الدهون في جدار الشرايين مما يساهم في تكون تجلطات الدم.

4. السرطان:

لا يقتصر خطر السرطان بسبب التدخين على الرئة فقط، وإنما يسبب التدخين السرطان في أي عضو من أعضاء الجسم، كما ويزيد التدخين من نسبة الوفاة بسبب أي نوع من أنواع السرطان أو الأمراض الأخرى التي يعاني منها مرضى السرطان. تسبب جميع أنواع التبغ السرطان بغض النظر عن طريقة تدخينها (السجائر العادية، الغليون، السيجار) وحتى في حالة عدم استنشاق الدخان.

يعتبر سرطان الرئة المسبب الرئيسي للوفاة في مرضى السرطان مقارنةً بأنواع السرطان الأخرى ويعتبر من أصعب الأنواع علاجاً. بالإضافة إلى سرطان الرئة، يزيد التدخين من خطر الإصابة بالسرطانات التالية:

•     سرطان الفم.
•     سرطان الحلق.
•     سرطان الحنجرة.
•     سرطان المريء.
•     سرطان البنكرياس (تدخين السجائر يسبب 20٪-30٪ من حالات سرطان البنكرياس).
•     سرطان المعدة (يزيد التدخين خطر الإصابة بسرطان المعدة بما يعادل ضعفي نسبة الإصابة به في غير المدخنين).
•     سرطان عنق الرحم.
•     سرطان القولون  والمستقيم.
•     سرطان الكبد.
•     سرطان الكلى والحالب.
•     سرطان المثانة (يكون المدخنين أكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة بمقدار يعادل 3 أضعاف عند مقارنتهم بغير المدخنين).

5. التأثير على الحمل والخصوبة:

يصعب التدخين من قدرة المرأة على الحمل كما ويعرّض الجنين لمخاطر صحية عديدة قبل وبعد الولادة. يؤدي تدخين المرأة الحامل إلى زيادة خطر وقوع الحالات التالية:

•     الحمل خارج الرحم.                                                                                                                                                      
•     انقطاع الدورة الشهرية المبكّر والمعاناة من أعراض انقطاع الحيض غير المستحبة بشكل أكبر مقارنة بالنساء غير المدخنات.
•     موت الجنين قبل الولادة (وتحديداً قبل الأسبوع العشرين من الحمل).
•     الإجهاض.
•     الولادة المبكرة.
•     النزيف الحاد والحاجة إلى إجراء عملية قيصرية بشكل طارئ.
•     نقص وزن الرضيع.
•     تلف رئتي الطفل، أو الدماغ، أو الجهاز العصبي المركزي.
•     التشوهات الخلقية مثل الشفة الأرنبية (المشقوقة) والحنك المشقوق (الشق الحلقي).
•     متلازمة موت الرضيع المفاجئ أو موت المهد.

بالإضافة إلى تأثير التدخين على الحمل عند المرأة، فإن تدخين الرجال يضعف الخصوبة وذلك بسب تأثر جودة الحيوانات المنوية. أما بالنسبة للقدرة الجنسية، فإن خطر الإصابة بـضعف الانتصاب يزداد مع زيادة عدد السجائر التي يتم تدخينها وطول الفترة التي استمر فيها الشخص بالتدخين،

ويعود ذلك إلى تأثير التدخين على الشرايين وبالتالي على تدفق الدم الذي يعتبر أساسياً لتحقيق الانتصاب.

6. إلحاق الضرر بصحة العظام:

 يقلل التدخين من كثافة العظم في النساء خصوصاً بعد انقطاع الحيض، حيث تصبح عظامهم ضعيفة ومعرضة للكسور بشكل أسهل بما في ذلك كسور عظم الفخد.

7. تراجع صحة الفم والأسنان:

تشمل آثار التدخين السلبية على الصحة الفموية ما يلي:

•     تصبغ الأسنان.
•     رائحة الفم الكريهة.
•     زيادة خطر الإصابة بفقدان الأسنان.
•     مضاعفة خطر الإصابة بأمراض اللثة وتزداد هذه النسبة مع زيادة عدد السجائر المدخنة. ومن أعراض أمراض اللثة: تورم اللثة ونزيفها عند تنظيف الأسنان، وحساسية الأسنان، وفقدان الأسنان أحياناً.

8. مشاكل الرؤية:

تتعدد الآثار السلببية للتدخين على صحة العيون لتشمل ما يلي:

•     زيادة خطر الإصابة بـالساد (إعتام عدسة العين).
•     تعريض المدخن للإصابة بـالتنكس البقعي المرتبط بالعمر (بقعة صغيرة تظهر بالقرب من مركز الشبكية المسؤولة عن الرؤية المركزية).
•     جفاف العيون.
•     الجلوكوما (زرق العين).
•     اعتلال الشبكية السكري.

9. تأثّر صحة الجلد والشعر:

ينعكس التدخين سلبياً على جلد المدخنين وبشرتهم، بحيث يتعرض الجلد لعلامات تقدم العمر مثل ظهور التجاعيد في وقت مبكر، كما وترتفع نسبة الإصابة بسرطان الجلد وتحديداً في الشفاه. يساهم التدخين أيضاً في تساقط الشعر والصلع.

10. مخاطر أخرى للتدخين:

•  زيادة خطر الإصابة بالسكري النوع الثاني بنسبة 30٪-40٪ وزيادة صعوبة السيطرة على المرض.
•  تعريض المدخنين للإصابة بالأمراض نتيجةً لضعف جهاز المناعة، بالإضافة إلى تأخر شفاء الجروح.
•  زيادة خطر الإصابة بـالتهاب المفاصل الروماتويدي والقرحة الهضمية.
•  تأثّر قدرة المدخنين على التذوق والشم بشكل سليم.

المراجع:

Nordqvist, C. (2015, Jul 13). What Chemicals Are In Cigarette Smoke? Medicalnewstoday. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/215420.php

Health effects of cigarette smoking. (2018, Jan 17). Health Effects of Cigarette Smoking. Centers for Disease Control and Prevention. Retrieved from https://www.cdc.gov/tobacco/data_statistics/fact_sheets/health_effects/effects_cig_smoking/index.htm

The American Cancer Society medical and editorial content team. (2018, Nov 15). Health Risks of smoking tobacco.  American Cancer Society.  Retrieved from https://www.cancer.org/cancer/cancer-causes/tobacco-and-cancer/health-risks-of-smoking-tobacco.html