يعاني عدد من الأشخاص من بعض المشاكل والاضطرابات في النوم، إما بشكل مزمن أو كحالة فردية عَرَضية في فترات معيّنة من حياتهم، بحيث تؤثّر هذه المشاكل على طبيعة النوم وجودته لتقلّل منها ومن ساعات النوم أيضاً أو انتظام ساعات النوم وتواصلها. قد يكون السبب في ذلك في بعض الأحيان التعرّض لمستوى عالٍ من الإجهاد، ازدحام برنامج الروتين اليومي بالعديد من المهام خاصةً في العمل، أو اختلاف التوقيت الزمني نتيجةً للسفر، ليعاني الفرد من مشاكل في النوم لفترة مؤقّتة لحين زوال السبب، ولكن في حال استمرارها بشكل مزمن يعتبر ذلك علامة على الإصابة بأحد أنواع اضطرابات النوم.
وممّا يجدر ذكره أنّ مشاكل النوم لا تتعلّق فقط بعدد ساعات النوم بل بنوعيتها ومدى عُمق النوم فيها أيضاً، فقد ينام الشخص لعدد ساعات كافية دون الوصول إلى مرحلة النوم العميق بالكمّ الكافي للشعور بالراحة، ممّا يسبّب حدوث مشاكل في النوم وما يترتّب على ذلك من مضار ومخاطر صحية، حيث توجد عدّة أنواع لمشاكل واضطرابات النوم، وفيما يأتي ذكر لأكثر تلك الأنواع شيوعاً.
المحتويات |
وهو أحد أكثر اضطرابات ومشاكل النوم شيوعاً، حيث يعتقد أنّه يصيب حوالي ثلث عدد الأشخاص البالغين لتظهر أعراضه بدرجة قد تصل للشديدة لدى نسبة 10% من هذه الفئة، وهو يحدث نتيجةً لوجود صعوبة في الخلود للنوم أو صعوبة في الاستمرار به لساعات متواصلة أو كلتي الحالتين معاً. كما يمكن للأَرق أن يتسبّب في الاستيقاظ بشكل مبكّر قبل الحصول على القدْر الكافي من النوم، أو قد يتسبّب في الشعور بعدم الراحة والانتعاش الذي يلي ساعات النوم في العادة.
وقد يحدث الأرق بصورة مزمنة أو مؤقّتة لأسباب مختلفة، فالأَرق المؤقت ينتج من التعرّض لبعض المجريات أو الأحداث المؤقتة في الحياة كالإجهاد الشديد، والحمل لدى النساء، والتعرّض لحادث ما أو حدوث بعض التغييرات على عادات الفرد اليومية التي ينتج منها تغيير في نمط وأوقات النوم. أمّا الأَرق المزمن فقد ينتج من وجود مشكلة صحية أو جسدية ما، كالإصابة بزيادة الوزن أو السمنة، القلق أو الاكتئاب، الشعور بآلام في منطقة الركبة أو الظهر، الوصول لسنّ انقطاع الحيض لدى النساء أو إساءة استخدام بعض أنواع الأدوية من قبل بعض الأشخاص.
وهو من اضطرابات النوم الشائعة لدى فئة من الأشخاص، ينتج من حدوث تضيّق أو انسداد في مجرى التنفّس، وذلك بسبب انبساط العضلات الموجودة في الجزء الخلفي من الحلْق واسترخائها، ليمنع ذلك مرور الهواء عبر مجرى التنفّس سواء دخوله أو خروجه، وبالتالي التأثير على عملية التنفّس وانقطاعها بشكل متكرّر ومزعج أثناء ساعات النوم، ليصحو الفرد المتأثّر من هذه الحالة من النوم بهدف استعادة التنفّس.
وفي كثير من الأحيان قد لا يشعر الشخص باستيقاظه من النوم بشكل مُتكرّر، ولكنّ هذه الحالة ينتج منها نمط نوم متقطّع يؤثّر سلبياً على الشخص لتظهر لديه عدد من الأعراض كالنعاس الشديد خلال ساعات النهار، الشخير، قلة النوم والحرمان منه، الأَرق، جفاف الفم وصداع في الرأس، وفي حالة بقائها دون علاج يمكنها أن تؤدي لمضاعفات ومخاطر صحية على المدى الطويل كالإصابة بأمراض القلب، مرض ارتفاع ضغط الدم، مرض السكري وفقدان الذاكرة، ولذلك لا بد من الانتباه لهذه الحالة ومعالجتها بسرعة قدر الإمكان.
ويعتمد علاج حالة انقطاع النفس النومي على شدّة الحالة والسبب منها، فإذا كانت من الدرجة البسيطة قد يساعد إنقاص وزن الجسم في حلّ المشكلة، فيما إذا كان السبب فيها السمنة أو زيادة الوزن، كما من الممكن أن يساعد في ذلك الإقلاع عن التدخين، بالإضافة للاستعانة بالعلاجات التي تستخدم في حالات حساسية الأنف عند إصابة الشخص بها. أمّا الحالات ذات الدرجة المتوسطة إلى الشديدة فلا بدّ من مراجعة الطبيب لعلاجها، فهي تحتاج لتدخّل طبّي خاص.
3. اضطراب الإيقاع اليومي الطبيعي للجسم
ففي الوضع الطبيعي وضمن عمل ساعة الجسم البيولوجية يحتل النوم ساعات الليل المتأخّرة، بينما يحتلّ العمل ساعات النهار بطوله، ولكن بعض الأشخاص يقومون بتعديل تلك الساعة نتيجة لمجموعة من السلوكيات الخاصة بهم، أو تلعب بعض العوامل دوراً في تغييرها كالإضاءة، التمارين والأنشطة البدنية، مناوبات العمل المتغيّرة والسفر مع ما يترتّب عليه من تغييرات في التوقيت الزمني.
والتي هي ببساطة مواجهة صعوبة في الغفو كأول خطوة في النوم، أو الاستيقاظ عدّة مرات خلال الليل أو خلال ساعات النوم، الأمر الذي يعود بالضرر على صحة الفرد الجسدية والعقلية بما في ذلك الإصابة بنوبات متكرِّرة من الصداع، بالإضافة إلى صعوبة القدرة على التركيز، والعصبية، وانخفاض مقدار الطاقة الجسدية اللازمة للقيام بالأعمال الروتينية اليومية، والاستيقاظ في ساعات الصباح المبكّرة جداً، البقاء مستيقظاً طوال ساعات الليل، أو استغراق وقت طويل للغفو والنوم، والشعور بالتعب الجسدي خلال النهار مع ظهور هالات سوداء واضحة ومميّزة حول العينين.
ومن الممكن أن تلعب عدّة أسباب وعوامل في مواجهة الفرد صعوبة في الخلود للنوم، منها ممارسات شخصية ومنها عوامل صحية، كبعض عادات الفرد الخاصة بالنوم ونمط حياته، أو الإصابة ببعض الحالات الصحية، وفي ما يأتي ذكر لبعضها:
:المراجع
Holland K., (2019, Mar 7), What do you want to know about healthy sleep, Healthline. Retrieved from https://www.healthline.com/health/healthy-sleep
DerSarkissian C., (2018, Jul 30), Understanding sleep problems – The basics, Web MD. Retrieved from https://www.webmd.com/sleep-disorders/guide/understanding-sleep-problems-basics#1
Higuera V., (2016, Mar 22), What causes difficulty sleeping?, Healthline. Retrieved from https://www.healthline.com/symptom/difficulty-sleeping
Key sleep disorders, (2014, Dec 10), Key sleep disorders, Centers for Disease Control and Prevention. Retrieved from https://www.cdc.gov/sleep/about_sleep/key_disorders.html