اعتلال الكلى السكّري / الفحص المبكّر والوقاية
المحتويات |
دور الفحص المبكر في اعتلال الكلى السكّري
يلعب الفحص المبكر عن الإصابة بحالة اعتلال الكِلى السكّري دوراً هامّاً في الوقاية منها، كمضاعفات من الإصابة بمرض السكّري، كما يساهم ذلك في الوقاية من ظهور المشاكل الصحيّة الأخرى المترتبة على الإصابة بهذه الحالة، والتي تهدّد صحة المريض وحياته، لذلك لا بدّ من مراجعة الطبيب بشكل دوري عند الإصابة بمرض السكّري بنوعيه، أو وجود أحد عوامل خطورة الإصبة باعتلال الكلى السكّري أو مجموعة منها، كالإصابة بـمرض ارتفاع ضغط الدم، السمنة، ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، أو قيام الفرد بالتدخين.
عند مراجعة الطبيب، سيحاول التدقيق في حالة الفرد، وتشخيص أي خلل ممكن في وظائف الكلى في وقت مبكّر، مما يساعد في علاج الحالة ومنع تفاقمها، حيث سيقوم الطبيب بالاستفسار عن العلامات والأعراض التي يعاني منها المريض، والتحقّق من التاريخ المرضي لديه بالإضافة إلى إجراء الفحص البدني ومجموعة من الفحوصات للبحث عن أي خلل موجود، كفحوصات وتحاليل الدم، البول، وظائف الكلى، وبعض فحوصات التصوير الطبّي للكلى باستخدام الأشعة السينية، الموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي.
ويمكن عند القيام بإجراء فحوصات البول بشكل دوري وعلى فترات منتظمة، الكشف عن وجود بروتين متسرِّب فيه بنسبة حتّى لو كانت بسيطة في حالة تعرف باسم الزُّلال، والتي تعتبر علامة تدل على حدوث تلف في الكلى، ممّا يساهم في اكتشاف حالة اعتلال الكلى السكّري في مراحلها المبكّرة وعلاجها قبل تفاقمها، لذلك ينصح بإجراء هذا النوع من الفحوصات لدى مريض السكّري بمعدّل لا يقل عن مرّة سنويّاً، وقد تزداد الحاجة لإجرائه تبعاً لحالة المريض، مقدار السيطرة على مرض السكّري لديه ومدى المضاعفات التي قد يعاني منها.
وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب لإحالة المريض لطبيب إخصائي معيَّن في أمراض الكلى، عند الحاجة لذلك وتبعاً لنتائج الفحوصات السابقة، وذلك لإجراء فحوصات أكثر دقّة لتحديد شدّة الحالة في حالة الإصابة باعتلال الكلى السكّري للبدء بتطبيق الآلية الأمثل لعلاجها، فقد يحتاج الطبيب الأخصّائي للقيام بإجراء الحصول على خزعة من الكلى بهدف فحصها في المختبر لاحقاً.
الوقاية من اعتلال الكلى السكّري
يمكن الوقاية من الإصابة بحالة اعتلال الكلى خاصةً لدى الأشخاص المصابين بمرض السكّري، من خلال القيام ببعض السلوكيات والالتزام بإرشادات الطبيب وتعليماته العلاجية بشكل عام، والتي تخصّ مرض السكّري بشكل خاص، ولعلّ أهم الأمور التي تساهم في تقليل خطر الإصابة بحالة اعتلال الكلى السكّري والوقاية منها، القيام بالفحص المبكّر للبحث عن وجود أي اختلال في كفاءة عمل الكلى ووظائفها كما سبق ذكره، ويضاف إلى ذلك الأمور الآتية:
1. مراقبة مرض السكّري والالتزام بالعلاج:
فمرض السكري هو من أهم المسببات التي تؤدّي لظهور مشاكل في الكلى بشكل عام، والسبب الرئيسي للإصابة بحالة اعتلال الكلى السكّري، لذلك من الممكن تأخير تطوّر الحالة أو منعها والوقاية منها، من خلال مراقبة مستوى السكر في الدم بشكل منتظم، السيطرة والتحكُّم به، والالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب بما في ذلك الأدوية واتِباع نمط حياة صحّي.
2. مراقبة مستوى ضغط الدم:
فارتفاع ضغط الدم أو إصابة الفرد بمرض ارتفاع ضغط الدم، يعدّ أيضاً من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بحالة اعتلال الكلى السكري أو مشاكل الكلى بشكل عام، كما يساهم مرض السكّري في زيادة خطر الإصابة بكل منهما، وبالتالي فإنّ مراقبة مستوى ضغط الدم بشكل دوري لدى مريض السكري، سواء أَكان مصابا أيضاً بمرض ارتفاع ضغط الدم أم لا، يعدّ من الأمور الضروري القيام بها لتقليل احتمالية تطوُّر المرض وظهور مشاكل في الكلى.
3. محاولة تعديل عوامل الخطورة الموجودة:
حيث توجد عدّة عوامل وأمراض أُخرى تساهم في جعل الفرد أكثر عرضة لظهور مشاكل في الكلى لديه، كالإصابة بالسمنة أو ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، والتي يمكن تعديلها وتقليل نسبة خطورتها.
4. استشارة الطبيب قبل تناول أي نوع من الأدوية:
فهنالك مجموعة كبيرة من الأدوية خاصةً تلك التي لا تحتاج لوصفة طبيّة لصرفها، تؤدي لحدوث ضرر في الكلى وتلف في خلاياها لدى مرضى السكّري بشكل خاص، وعند استخدامها بشكل مزمن لدى الأفراد بشكل عام، كمجموعة مسكنّات الألم من الأسيتامينوفين (Acetaminophen) والأيبوبروفين (Ibuprofen) وغيرها، لذلك لا بدّ من استشارة الطبيب قبل استخدام أيّة أدوية أُخرى غير موصوفة من قبله، أو على الأقل قراءة واتّباع التعليمات التي يتمّ تزويدها داخل كل عبوُّة دواء.
5. المحافظة على وزن صحي للجسم:
بالإضافة إلى العمل على إنقاص الوزن الزائد من الجسم في محاولة للوصول إلى وزن الجسم الصحي أو الأقرب إليه، الأمر الذي يمكن تحقيقه من خلال ممارسة النشاط البدني بانتظام في معظم أيام الأسبوع، بالإضافة إلى اتّباع نظام غذائي صحي مع تقليل كمية السعرات الحرارية المستهلكة خلال اليوم.
6. زيادة مستوى النشاط البدني اليومي:
الذي يلعب دوراً في تحسين مستوى الصحة بشكل عام، بما في ذلك تحسين كفاءة الدورة الدموية والمحافظة على وزن صحي للجسم، ممّا يساهم في تقليل خطر الإصابة بمشاكل الكلى الصحية.
7. اتِّباع عادات غذائية صحيّة:
فـالغذاء الصحي والسليم يساعد في الحفاظ على سلامة الجسم بشكل عام، والقلب والكلى بشكل خاص، لذلك ينصح بالالتزام بتناول أنواع الأطعمة الصحية والإكثار منها كتلك الأنواع الغنيّة بالألياف، منخفضة السعرات الحرارية، الكربوهيدرات والسكّر، مثل الخضار، الفواكه، الحبوب الكاملة ومنتجاتها ومنتجات الألبان والأجبان قليلة الدسم، كما ينصح بالإضافة إلى ذلك بالتقليل من الكمية المستهلكة من ملح الطعام يوميّاً.
8. الإقلاع عن التدخين:
وذلك يشمل أيضاً التدخين السلبي الذي يحدث أثناء التواجد في الأماكن التي يكثر فيها المدخّنين، فالتدخين بشكل عام يمكنه التسبّب بإحداث ضرر في الكلى بالإضافة إلى مساهمته في تفاقم التلف الحاصل فيها وجعل الحالة أسوأ.
9. الامتناع عن تناول الكحول:
فقد أثبتت الدراسات مقدار الضرر الذي تلحقه الكحول في كفاءة عمل عدد من أعضاء الجسم، كالدماغ، الكبد والكلى، ممّا يساهم في إصابة الفرد بمضاعفات صحية مرتبطة بذلك.
10. التقليل من مستوى الشعور بالقلق والتوتُّر قدر الإمكان:
فكلّ من القلق والتوتر يمكن أن يساهم في معاناة الفرد من عدد من المشاكل والأمراض كأمراض القلب، التي تلعب دوراً هامّاً في زيادة خطر الإصابة بمشاكل في الكلى، لذلك ينصح بممارسة بعض السلوكيات التي تؤثّر بشكل إيجابي على مدى مشاعر القلق والتوتّر، كممارسة التمارين الرياضية بشكل عام، أو القيام بالتنفّس العميق خاصةً عند الشعور بالقلق.
المراجع:
Diabetic nephropathy, (2016, Oct 13), Diabetic nephropathy, Mayo Clinic. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/diabetic-nephropathy/symptoms-causes/syc-20354556
Seymour T., (2019, May 8), Diabetic nephropathy or kidney disease, Medical News Today. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/319686.php
Dansinger M., (2018, Jul 15), Diabetic nephropathy, Web MD. Retrieved from https://www.webmd.com/diabetes/guide/diabetes-kidney-disease
Kidney Disease (Nephropathy), (2017, Feb 9), Kidney Disease (Nephropathy), American Diabetes Association. Retrieved from http://www.diabetes.org/living-with-diabetes/complications/kidney-disease-nephropathy.html
Diabetic nephropathy (Kidney Disease), (N.D), Diabetic nephropathy (Kidney Disease), Johns Hopkins Medicine. Retrieved from
https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/diabetes/diabetic-nephropathy-kidney-disease
Kivi R., (2016, Oct 21), Diabetic nephropathy, Healthline. Retrieved from https://www.healthline.com/health/type-2-diabetes/nephropathy