الحِماض الكيتوني السكري / معلومات

 

يعد الحماض الكيتوني السكري أحد أخطر المضاعفات الصحية التي تصاحب الإصابة بمرض السكري، الذي يحدث نتيجة لارتفاع مستوى السكر في الدم بنسبة كبيرة للغاية، مما يؤدي إلى تراكم المواد الحمضية التي تعرف باسم الكيتونات، بنسبة كبيرة في الجسم، وهو يحدث بنسبة أعلى لدى المرضى المصابين بمرض السكري النوع الأول من أولئك المصابين بالنوع الثاني منه، وذلك لأن مستويات هرمون الإنسولين في الجسم لدى الشخص المصاب بمرض السكري النوع الثاني، لا تنخفض إلى ذلك الحد الكبير الذي يترتب عليه زيادة كبيرة جدا في مستوى السكر في الدم، الأمر الذي يصاحب الإصابة بمرض السكري النوع الأول، وقد يكون الحماض الكيتوني السكري أحد أول الأعراض المصاحبة للإصابة به. 

 

 المحتويات

أعراض الحماض الكيتوني السكري

أسباب الحماض الكيتوني السكري

عوامل خطورة الإصابة بالحماض الكيتوني السكري

تشخيص الحماض الكيتوني السكري

علاج الحماض الكيتوني السكري

الوقاية من الحماض الكيتوني السكري

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أعراض الحماض الكيتوني السكري

يُستدل على حدوث حالة الحماض الكيتوني السكري لدى الشخص المصاب، بظهور مجموعة من الأعراض المصاحبة للحالة بشكل تدريجي وبطيء، إلى حين بدء المريض بالتقيؤ حيث تتسارع الأحداث وتشتد الأعراض المصاحبة للحالة، وقد تشمل تلك الأعراض ما يأتي:

1.       الحاجة المتكرّرة للتبوّل والتي تستمر لمدَّة يوم كامل أو أكثر.

2.       الشعور بالعطش الشديد، والذي يستمر لمدَّة يوم كامل أو أكثر أيضاً.

3.       حدوث ارتفاع كبير جداً في مستوى السكر في الدم.

4.       حدوث ارتفاع كبير في مستوى الكيتونات الموجودة في البول.

5.       التقيؤ والشعور بالغثيان: حيث يمكن للتقيؤ أن ينتج من الإصابة بأنواع مختلفة من الحالات المرضية، ولكن عند تواصل حدوث التقيؤ لمدة تزيد عن الساعتين، لا بدّ ومن الضروري مراجعة الطبيب بأسرع وقت ممكن.

6.       الشعور بالصداع.

7.       الشعور بألم في منطقة البطن.

8.       الشعور بالارتباك، التشويش وعدم القدرة على التركيز.

9.       صدور رائحة شبيهة لرائحة الفواكه من الفم.

10.     احمرار الوجه.

11.     الشعور بالإعياء والتعب العام في الجسم، مع ألم ووهن في العضلات.

12.     حدوث تسارع في عملية التنفس.

13.     حدوث جفاف الفم وطبقة الجلد.

 

فعند ظهور مجموعة من هذه الأعراض أو جزء منها لدى المريض، وبالتالي الاشتباه بالإصابة بحالة الحماض الكيتوني السكري، لا بد من مراجعة الطبيب المختص على الفور، فهذه الحالة تعتبر من الحالات الطبية الطارئة التي تستلزم التدخل الطبي الفوري لعلاجها، وإن لم يتم ذلك فقد يؤدي الحماض الكيتوني السكري إلى الإصابة بعدد من المضاعفات الصحية الخطيرة كالإصابة بـالوذمة الدماغية التي تتراكم فيها السوائل داخل الدماغ، والإصابة بالسكتة الدماغية والفشل الكلوي، الأمر الذي يؤدي في الغالب إلى دخول المريض في غيبوبة لمدة زمنية طويلة أو قد يؤدي إلى وفاته.

وينصح مرضى السكري النوع الأول بشكل خاص، أثناء مراقبتهم الذاتية لمستوى السكر في الدم، وفي حالة زيادة ذلك المستوى عن قيمة 250 ملليغرام لكل ديسيلتر مرتين، بضرورة القيام بفحص مستوى الكيتونات في البول لاستبعاد الإصابة بحالة الحماض الكيتوني السكري، كما لا بد من القيام بهذا الفحص (الذي قد يتوفر كنوع من الفحوصات المنزلية لدى بعض المرضى) عند الحصول على نفس القيمة السابقة لمستوى السكر في الدم لمرة واحدة، مع الشعور بالتعب أو التخطيط لممارسة التمارين الرياضية.

 

أسباب الحماض الكيتوني السكري 

تحدث حالة الحماض الكيتوني السكري كما تم ذكره سابقا عند ارتفاع مستوى السكر في الدم بشكل كبير جداً، الذي يصاحبه انخفاض في مستوى هرمون الإنسولين في الجسم، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم وحركته إلى داخل خلايا الجسم، لاستخدامه في إنتاج الطاقة اللازمة للعمليات الحيوية الخاصة بها، وبذلك عند انخفاض مستوى هرمون الإنسولين في الجسم، يتراكم السكر في الدم وتقل كمية الطاقة المتوفرة داخل الخلايا، لذلك تقوم تلك الخلايا بالاستعانة بالدهون الموجودة فيها كبديل للسكر (الجلوكوز)، بحيث تقوم بتحليله بنسبة كبيرة ومعدل عالي جداً لتحويله إلى مواد أخرى قابلة لإنتاج الطاقة، والتي تسمى بالكيتونات وهي تتميز بخاصيتها الحامضية. وبالتالي، عند تراكم الكيتونات في الدم تزيد من حامضيته، لتنتج حالة الحماض الكيتوني السكري المعروفة، والتي تشكل تهديدا وخطرا على حياة الفرد.

 

ومن أكثر الحالات المؤدية للإصابة بالحماض الكيتوني تكراراً، تلك الناتجة من عدم الالتزام بجرعات الإنسوين المطلوبة، وذلك إما بعدم أخذ جرعة ما منه أو أكثر، أو عدم الحصول على الجرعة الكافية منه. كما من الممكن أن يتسبب الخضوع لعمليات الجراحية أو الإصابة بالوعكات الصحية كبعض الأمراض الفيروسية أو البكتيرية المعدية مثل نزلات البرد في حدوث الحماض اكيتوني السكري، حيث ترتبط الإصابة بالوعكات الصحية والشعور بالمرض بفقدان الفرد للشهية وقلة تناول الطعام وبالتالي قلة كمية الطاقة التي يتم تزويد الجسم بها، مما يدهو الخلايا للاستعانة بمخزون الدهون الموجود يها بشكل كبير معدل عالي.

 

عوامل خطورة الإصابة بالحماض الكيتوني السكري

وتزيد نسبة الإصابة بحالة الحماض الكيتوني السكري لدى الفرد عند توافر عدد من العوامل لديه، والتي يمكن أن تشمل ما يأتي:

1.    الإصابة بمرض السكري النوع الأول.

2.    الأعمار التي تقل عن 19 عاما.

3.    اختبار أحد أنواع وأشكال الصدمات بما في ذلك العاطفية منها أو الجسدية.

4.    الشعور بالقلق والتوتر بشكل دائم.

5.    وجود ارتفاع عام في درجة حرارة الجسم.

6.    الإصابة بـنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

7.    التدخين.

8.    إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات.

 

تشخيص الحماض الكيتوني السكري

يتم تشخيص الإصابة بحالة الحماض الكيتوني السكري بالاستعانة بعدد من الفحوصات الطبية، حيث يعتبر فحص مستوى الكيتونات في البول من الفحوصات التي تساعد في عملية التشخيص الأولية للحالة، كما يتم الاعتماد على فحص الدم الكامل الذي يظهر نسبة عنصري البوتاسيوم والصوديوم في الدم، بشكل يتيح للطبيب تقييم عمليةالأيض في الجسم، المرتبطة بإنتاج الطاقة اللازمة لمختلف العمليات الحيوية في خلايا الجسم، ويمكن أن تشمل الفحوصات المستخدمة لنفس الغاية ما يأتي: 

  • فحص ضغط الدم الشرياني (Arterial blood pressure test)، والذي يتم فيه تحديد نسبة حامضية الدم.
  • قياس ضغط الدم ومستوى السكر في الدم.
  • فحوصات التصوير الطبي، والتي يتم الاستعانة بها عند ظهور أعراض وعلامات لوعْكة صحية لدى المريض، حيث يتم في الغالب التصوير الطبي لمنطقة الصدر والرئتين بشكل خاص، للبحث عن علامات تدل على الإصابة بأي نوع من الالتهابات، كالإصابة بالالتهابات الرئوية.

 

 

 علاج الحماض الكيتوني السكري

يعتمد علاج حالة الحماض الكيتوني السكري بشكل كبير على السيطرة على مستوى السكر في الدم بالإضافة إلى مستوى هرمون الإنسولين في الجسم، كما يتم عن طريق اتباع عدد من الوسائل الأخرى لتخفيف شدة الأعراض المصاحبة للحالة، وتصحيح الأمور والأسباب التي أدت لحدوثها، كالإصابة ببعض أنواع الأمراض الفيروسية أو البكتيرية المعدية، حيث يلجأ الطبيب في العادة لاستخدام أنواع مناسبة من المضادات الحيوية لعلاج مثل هذه الأمراض، وتتمثل الوسائل والطرق الأخرى في علاج الحماض الكيتوني بما يأتي:

  • تعويض ما تم فقده من سوائل: الذي يهدف لعلاج أعراض الجفاف الأمر الذي يساهم في خفْض مستوى السكر في الدم، وذلك من خلال تزويد المريض بالسوائل اللازمة عن طريق الفم أو الوريد، تبعا لشدة الحالة ووضع المريض.
  • الاستعانة بحقن الإنسولين: التي من الممكن إعطائها للمريض عن طريق الوريد وتحت إشراف الطبيب المختص، للمساعدة في خفْض مستوى السكر في الدم لما هو دون 240 ملليغرام لكل ديسيلتر.
  • تعديل مستوى المعادن والأملاح في الجسم: حيث يرتبط انخفاض هرمون الإنسولين في الجسم بانخفاض مستويات تلك المعادن والأملاح فيه أيضا، والتي تعتبر من المواد الضرورية لتحسين كفاءة عمل الجسم وأعضائه الحيوية المختلفة، ومن أهمها القلب والجهاز العصبي، ويتم ذلك بتزويد المريض بالسوائل الوريدية المحتوية على كميات مناسبة من تلك المعادن والأملاح، تحت إشراف الطبيب المختص.

           

 

الوقاية من الحماض الكيتوني السكري

  • يمكن من خلال المعلومات التي سبق ذكرها آنفا، استخلاص الوسائل التي تساعد وتساهم بشكل كبير في الوقاية من الإصابة بحالة الحماض الكيتوني السكري، والتي يمكنها أن تشمل ما يأتي:
  • الالتزام بتناول أو أخذ الجرعات اللازمة من الأدوية الخاصة بعلاج مرض السكري، بالشكل الذي يتم وصفه من قبل الطبيب المختص، ومن أهمها حقن الإنسولين.
  • الالتزام بتناول وجبات الطعام بالشكل، الكمية والنوع الموصى به من الطبيب المعالج، مع الانتباه لشرب كميات كافية من الماء خلال اليوم.
  • مراقبة مستوى السكر في الدم بشكل منتظم، للمساعدة في الكشف المبكر عن أي خلل فيها.
  • القيام بفحص مستوى الكيتونات في البول عند الحاجة لذلك، خاصة عند التعرض للضغط، الشعور بالقلق والتوتر بشكل كبير، أو الإصابة بالوعْكات الصحية كالتي تنتج من أنواع الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية مثل نزلات البرد.
  • ملاحظة الأعراض التي تدل على الإصابة بحالة الحماض الكيتوني السكري، والانتباه لها بشكل سريع لمراجعة الطبيب على الفور، وهي الشعور بالغثيان المصاحب للتقيؤ، صعوبة التنفس أو تسارعه، صدور رائحة نفس شبيهة لرائحة الفاكهة مع انخفاض القدرة على التركيز والشعور بالتشويش، ويمكن أن تساعد معرفة تلك الأعراض والانتباه لها في العمل على تفادي ما تسبب في حدوثها مستقبلا، وبالتالي الوقاية من الإصابة بحالة الحماض الكيتوني السكري.

المراجع:

Wint C. and Leonard M., (2018, Dec 4), What you should know about diabetic ketoacidosis, Healthline. Retrieved from https://www.healthline.com/health/type-2-diabetes/ketoacidosis

DKA (Ketoacidosis) and ketones, (2015, Mar 18), DKA (Ketoacidosis) and ketones, American Diabetes Association. Retrieved from http://www.diabetes.org/living-with-diabetes/complications/ketoacidosis-dka.html

Diabetic ketoacidosis, (2019, Jun 3), Diabetic ketoacidosis , Medline Plus. Retrieved from https://medlineplus.gov/ency/article/000320.htm

Dansinger M., (2018, Nov 1), What you should know about diabetic ketoacidosis, Web MD. Retrieved from https://www.webmd.com/diabetes/ketoacidosis

Nall R., (2019, Mar 29), Symptoms and complications of diabetes, Medical News Today. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/323644.php


حمل التطبيق الآن
متوفر على متجري ابل وجوجل

الاشتراك بالنشرة البريدية