الامتناع عن الكحول / مضار الكحول وضرورة الامتناع عن تناوله
إنّ شرب الكحول بشكل عام مرتبط بالعديد من المضار والمخاطر الصحية، وكلما زادت كمية الكحول التي يتمّ تناولها من قبل الفرد كلما زادت خطورته ومضاره الصحية، فقد بيّنت الدراسات أن الإفراط في تناول الكحول يعدّ من الأسباب الرئيسية التي تسهِم في زيادة خطر الإصابة بالأمراض الصحيّة المختلفة، وبالتالي زيادة خطر الوفاة لدى شخص واحد من بين كل 10 أشخاص من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 – 64 عاماً، كما يرتبط ذلك بزيادة التكاليف الاقتصادية والأعباء الصحيّة على الدول، نتيجة التعامل مع تلك الحالات.
وبذلك تكمن أهمية وضرورة الامتناع عن تناول الكحول لتفادي حدوث المخاطر الصحيّة المختلفة المُرتبطة به، فتناول الكحول بشكل عام والاستمرار به لفترة طويلة من الزمن، يؤدّي إلى شعور الشخص بالخمول والارتخاء العام في الجسم، الذي يؤثّر على وظائفه وقدرته على القيام بأبسط الأمور اليومية في حياته، ويُعزى ذلك لتسبُّب الكحول بخفض كفاءة ومستوى اليقظة في الجهاز العصبي، لذلك في الغالب تتأثَّر قدرة الشخص على التفكير السليم واتخاذ القرارات، بحيث تنتفي إلى حدٍّ كبير الرّوادِع الشخصية والاجتماعية لديه، كما يتأثَّر لديه أسلوب التفكير والانفعال العاطفي وسلوكه العام.
لا يتوقّف تأثير الكحول عند ذلك فقط، بل يضاف إليه تأثيره السلبي على الوظائف العضلية لدى الشخص وقدرته على تنسيق حركتها، بالإضافة إلى تلعثم الكلام وعدم السيطرة على لفظ الأحرف والتواصل مع الآخرين. قد يتفاقم تأثير الكحول تبعاً للكمية المُعتاد تناولها سواء كان ذلك بشكل يومي أو على المدى الطويل، ليصل تأثيره لدخول الشخص في حالة غيبوبة تامَّة، وذلك في أغلب الحالات عند الإفراط الشديد في تناول الكحول.
يظهر ممّا سبق، ارتباط تناول الكحول والإفراط في ذلك بعدد من المخاطر الصحية التي تُقسَم إلى مجموعة من المخاطر والآثار التي تظهر فور تناول الكحول، أو التي تظهر على المدى القصير، ومجموعة أُخرى من المخاطر التي تحتاج لوقت أطول من ذلك لظهورها، والتي تتعلَّق بشكل خاص بالإصابة بعدد من الأمراض المُزمنة أو تطوُّر المرض بحيث يزيد سوءاً مع الوقت.
بشكل عام تشمل الآثار والمخاطر المتعلّقة بتناول الكحول والإفراط في ذلك، وما يلحقها من مُضاعفات صحيّة خطيرة ما يأتي:
1. الشعور بالتعب: الذي يصيب الشخص معظم الوقت.
2. ضعف عضلات العين: ممّا قد يُؤثّر بشكل كبير على مدى الرؤية.
3. الإصابة بمشاكل صحيَّة في العظام: حيث تؤثّر الكحول على عملية إنتاج العظام وتجديدها، الأمر الذي يؤدّي إلى حدوث ترقّق وَلِين فيها، ليؤدّي ذلك بدوره إلى زيادة خطر الإصابة بالكسور.
4. حدوث إصابات مختلفة لدى الشخص: كالإصابات الناتجة من حوادث المرور جرّاء القيادة أو السير في الشارع تحت تأثير الكحول دون الانتباه للبيئة المحيطة، بالإضافة إلى إصابات الغرق، الحروق والتعرض للسقوط وما يلحق ذلك من احتمالية الإصابة بكسور في العظام على سبيل المثال.
5. زيادة حوادث العنف: والتي تشمل حوادث القتل، الاعتداء بمختلف انواعه، زيادة مستوى العنف داخل نطاق الأسرة ما بين الأزواج والأطفال، بالإضافة إلى حالات الانتحار التي يزيد معدّل حدوثها بنسبة كبيرة لدى الأشخاص الذين يتناولون الكحول بكمية كبيرة عن تلك التي تحدث لدى الأشخاص الذين لا يتناولونه.
6. الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً: بما يشمل الإصابة بمرض الإيدز على سبيل المثال، حيث تنتج تلك الإصابة من الوقوع تحت تأثير الكحول، والقيام بممارسة النشاط الجنسي وعدد من السلوكيّات الجنسية غير السليمة.
7. حدوث حالات إجهاض أو ولادة مبكرة: وما يلحقها من تأثيرات صحية ربما تكون خطيرة على الأم الحامل والجنين، كزيادة خطر ولادة الطفل بعيوب خَلقيّة، مثل المشاكل القلبية الخلقية، مشاكل في الدماغ والنمو بشكل عام.
8. الإصابة بأمراض في مختلف أعضاء وأجهزة الجسم: والتي قد تشمل أمراض القلب كاعتلال عضلة القلب، مرض ارتفاع ضغط الدم، السكتة الدماغية، أمراض الجهاز الهضمي كالتهاب المعدة أو البنكرياس، الأمر الذي يؤثر على قدرة الجسم على القيام بوظائفه الطبيعية من هضم الطعام، امتصاص للفيتامينات الضرورية لصحة الجسم، وإنتاج عدد من الهرمونات الضرورية لتنظيم عملية الأيض في الجسم. كما يسبب تناول الكحول الإصابة بأمراض الكبد التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتناول الكحول، كحالات التهاب الكبد وتليف الكبد، التي تعتبر حالة مرضية متقدمة لا يتم الشفاء منها في أغلب الحالات.
9. الإصابة بمرض السكّري: حيث يرتبط تناول الكحول بزيادة نسبة الإصابة بمرض السكّري النوع الثاني، كما يزيد خطر حدوث وتطوّر مُضاعفات المرض، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الكحول يعمل على منع إفراز مادة الجلوكوز من الكبد، ممّا يؤدي إلى الإصابة بهُبوط مستوى السكر في الدم، وفي حالة استخدام المريض للأدوية الخافضة لمستوى سكر الدم خاصةً الإنسولين، سيُؤدّي ذلك لحدوث مضاعفات خطيرة تهدّد حياة المريض.
10. الإصابة بأنواع مختلفة من مرض السرطان: كسرطان الثدي، الفم، الحلق، البلعوم، المريء، الكبد، القولون، المستقيم والبروستات.
11. الإصابة بمشاكل في الجهاز العصبي: كالإحساس بالخدَر في أطراف الجسم العلوية و/أو السفلية، واضطراب التفكير والخرف.
12. الإصابة بمشاكل في الجهاز التناسلي: كالتأثير على عملية الحيْض لدى المرأة، فقد يؤدّي الإفراط في تناول الكحول إلى حدوث خلل في طبيعتها أو توقّفها عن الحدوث، كما يمكن أن يؤثر الإفراط في تناول الكحول على الجهاز التناسلي الذكري بحيث يؤدّي إلى حدوث ضعف في الانتصاب.
13. حدوث خلل في الوظائف الدماغية: كمشاكل الذاكرة وخصوصاً الذاكرة قصيرة المدى، والقدرة على التعلم، ليصاب الشخص بالخرف وضعف الأداء والإدراك.
14. الإصابة بعدد من مشاكل الصحة العقلية: والتي قد تشمل مرض الاكتئاب واضطراب القلق.
15. زيادة نسبة المشاكل الاجتماعية: بما في ذلك قلة إنتاجية الفرد، المشاكل الأسرية، البطالة، والتعرض للمشاكل القانونية التي تستدعي السجن.
16. الإصابة بحالة الإدمان على الكحول: وما يلحق بها من مشاكل صحية، نفسية، اجتماعية ومالية.
.وتجدُر الإشارة إلى أن جميع ما سبق ذكره من مخاطر صحية بنوعيها قصيرة وطويلة الأجل، يمكن الوقاية من حدوثها أو الإصابة بها من خلال الامتناع عن تناول الكحول
المراجع:
Fact Sheets – Alcohol Use and Your Health, (2018, Jan 3), Fact Sheets – Alcohol Use and Your Health, Centers for Disease Control and Prevention. Retrieved from https://www.cdc.gov/alcohol/fact-sheets/alcohol-use.htm
, (2018, May 29), What is alcohol abuse disorder, and what is the treatment?, Medical News Today. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/157163.php