الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم / معلومات

 

يعتبر مرض ارتفاع ضغط الدم من الحالات المرضية المزمنة الشائعة، والتي يزيد فيها مقدار الضغط المبذول على جدران الأوعية الدموية، والتي يتم تحديدها بناءً على مقدار كمية الدم التي يقوم القلب بضخها، ومقدار مقاومة تدفق الدم داخل الأوعية الدموية الذي يمكن أن يزيد مع تضيقها، فكلما زادت نسبة كل من هذين المقدارين يزيد مستوى ضغط الدم تدريجياً أو بشكل مفاجئ لكن بصورة مزمنة، ليصل لدرجة تكفي للتسبب بحدوث مشاكل ومضاعفات صحية أخرى لدى المريض، كالإصابة بأمراض القلب، النوبات القلبية، السكتة الدماغية والفشل الكلوي.

 

ويتم التعبير عن قيمة مستوى ضغط الدم بالاعتماد على قراءتين، إحداهما تعرف بـقيمة ضغط الدم الانقباضي وهي القيمة العليا، التي تمثل مقدار ضغط الدم داخل الأوعية الدموية خلال مرحلة انقباض عضلة القلب بهدف ضخ الدم لكافة أنحاء الجسم، أما الأخرى فهي تعرف بقيمة ضغط الدم الانبساطي وهي القيمة الصغرى، وتمثل مقدار ضغط الدم داخل الأوعية الدموية خلال مرحلة انبساط أو ارتخاء عضلة القلب.

 

وتعتبر قيم قراءات ضغط الدم التي تتراوح ما بين 100 – 119 ملليمتر زئبقي لقيمة ضغط الدم الانقباضي، وما بين 60 – 79 ملليمتر زئبقي لقيمة ضغط الدم الانبساطي، تقع ضمن المعدلات الطبيعية لمستوى ضغط الدم، أما ما يزيد عن ذلك بحيث يتراوح ما بين 120 – 129 ملليمتر زئبقي لقيمة ضغط الدم الانقباضي، وقيم أقل من 80 ملليمتر زئبقي لقيمة ضغط الدم الانبساطي، فهو يقع ضمن مرحلة ما قبل الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، أما مرحلة الإصابة الفعلية بالمرض فهي تحدث عندما تعادل قراءات ضغط الدم الانقباضي

  130 ملليمتر زئبقي أو تزيد عنها، أو تعادل قيمة ضغط الدم الانبساطي 80 ملليمتر زئبقي أو تزيد عنها.

 

 المحتويات

أنواع مرض ارتفاع ضغط الدم

المراقبة الذاتية لضغط الدم

حالة ارتفاع ضغط الدم المقاوم

التعامل مع مرض ارتفاع ضغط الدم

 

 

 

 

 

 

 

أنواع مرض ارتفاع ضغط الدم

ومما يجدر ذكره أنه من الممكن أن يصاب الشخص بمرض ارتفاع ضغط الدم لسنوات عدة، دون ظهور أية أعراض واضحة لديه، ليستمر الارتفاع الحاصل في مستوى ضغط الدم بالتأثير على الأوعية الدموية وسلامتها، مسبباً التلف فيها بالإضافة لعدد من الأعضاء الحيوية الأخرى في الجسم ومن بينها القلب، مع اختلاف العوامل التي من الممكن أن تؤدي للإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، تبعاً للنوع الذي أصيب به المريض بحسب ما يأتي:

  • مرض ارتفاع ضغط الدم الأساسي (Primary Hypertension): وهو النوع الذي يصاب به معظم مرضى ارتفاع ضغط الدم، حيث يميل للتطور والتقدم لدى الفرد بشكل تدريجي على مدار عدة سنوات، دون معرفة السبب المؤدي لحدوثه أو الإصابة به.
  • مرض ارتفاع ضغط الدم الثانوي (Secondary Hypertension): وهو النوع الأقل شيوعا حيث تصاب به نسبة تعادل 5٪ من مجمل مرضى ارتفاع ضغط الدم، ويتميز هذا النوع بالظهور بشكل مفاجئ لدى الفرد ليسبب ارتفاعاً كبيراً في مستوى ضغط الدم، بمقدار أعلى من ذلك المصاحب للنوع الأساسي السابق ذكره.

 

ومن الجدير بالذكر أن النوع الثانوي من مرض ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يعزى لعدة أسباب، فهو قد ينتج من الإصابة بعدد من الحالات المرضية الأخرى، كالمشاكل الصحية المزمنة في الكلى، الغدة الدرقية أو  الغدة الكظرية، أو قد ينتج كنوع من الآثار الجانبية الناجمة عن تناول بعض أنواع الأدوية بشكل مزمن مثل حبوب منْع الحمل، الأدوية التي تستخدم لعلاج نزلات البرد، الكورتيزون أو مسكنات الألم بشكل عام، لذلك فإنه بمجرد تشخيص الحالة والمسبب وعلاجها، يعود مستوى ضغط الدم لمعدله الطبيعي.

 

   كما تضيف منظمة الصحة العالمية دور الأغذية المصنعة وما تحتوي عليه من نسبة عالية من عنصر الصوديوم أو ملح الطعام، في زيادة خطر الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم وغيرها من أمراض القلب، بالإضافة إلى دور  نمط الحياة المتبع في حياة الفرد والعوامل البيئية المحيطة به، كمسببات القلق والتوتر على سبيل المثال.

 

 

 

 

 

 

 

المراقبة الذاتية لضغط الدم

ورغم عدم وجود أعراض واضحة مصاحبة لمرض ارتفاع ضغط الدم لدى الفرد، إلا أنه من الممكن اكتشاف حدوث ارتفاع في مستوى ضغط الدم من خلال القيام بقياس ذلك المستوى بشكل دوري، خاصة لدى الأشخاص الذين تتوافر لديهم أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم أو مجموعة منها، كالإصابة بزيادة في وزن الجسم أو السمنة، مرض السكري، قلة النشاط البدني، التدخين أو الحمل، حيث تساعد المراقبة الذاتية والدورية لمستويات ضغط الدم في الكشف المبكر عن الإصابة بالمرض، والعمل على علاجه ومنْع تطور المضاعفات المتعلقة به.

 

كما يساعد قيام الفرد بالمراقبة الذاتية لمستوى ضغط الدم لديه بشكل دوري ومنتظم، في الكشف عن حالة ارتفاع مستوى ضغط الدم التي تحدث لديه عند القيام بعملية قياس قراءات ضغط الدم داخل عيادة الطبيب، في حالة تعرف باسم ارتفاع ضغط الدم المصاحب للرداء الأبيض (White Coat Hypertension)، التي تنتج من شعور المريض بالخوف والقلق أثناء تواجده في عيادة الطبيب.

 

حالة ارتفاع ضغط الدم المقاوم (Resistant Hypertension)

تشير حالة ارتفاع ضغط الدم المقاوم إلى الارتفاع المستمر في مستوى ضغط الدم وعدم السيطرة عليه، بعد استخدام مجموعة تتكون من ثلاثة أنواع أو أكثر من مختلف مجموعات الأدوية الخافضة لمستوى ضغط الدم، وفي هذه الحالة يتم البحث عن أسباب ثانوية أخرى تؤدي لهذا الارتفاع والمقاومة، وبناء على ذلك يقوم الطبيب بتعديل العلاج الموصوف إما بنوع الدواء، الجرعة، التكرار، أو إضافة أنواع أخرى من الأدوية من المجموعات الجديدة، كما قد يتم اللجوء لإحداث تغييرات كبيرة في نمط الحياة المتبع لدى المريض.

 

ومن الجدير بالذكر أنه قد يتسبب قيام المريض بتناول بعض أنواع الأدوية لعلاج حالات مرضية قد يعاني منها، إما بشكل مزمن أو مؤقت في حدوث حالة ارتفاع ضغط الدم المقاوم، ولذلك يقوم الطبيب بسؤال المريض عن أنواع الأدوية التي يقوم بتناولها بشكل عام، لتقييمها وتحديد دورها في التأثير على مستوى ضغط الدم، كما قد يلجأ الطبيب المختص في حالات أخرى لإحالة المريض لأحد أخصائيي القلب أو الكلى، بهدف المساعدة في تحديد السبب وراء المقاومة الحاصلة في مستوى ضغط الدم وعلاجه.

 

التعامل مع مرض ارتفاع ضغط الدم

يعتبر مرض ارتفاع ضغط الدم من الأمراض الصحية المزمنة التي لا بد من التعامل معها وعلاجها بشكل سريع قدْر الإمكان، للوقاية من تفاقم المرض وتطور المضاعفات الناتجة منه، الأمر الذي يحتاج لإجراء عدد من التغييرات الدائمة على نمط الحياة المتبع من قبل الفرد، كاتباع عادات غذائية صحية، ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم، الإقلاع عن التدخين والتقليل من مشاعر القلق والتوتر قدْر الإمكان، مع الالتزام بتعليمات الطبيب بما في ذلك العلاج الموصوف، وتناوله بشكل منتظم وبحسب إرشادات الطبيب من الجرعة والتكرار خلال اليوم، مع أية ملاحظات أخرى لا بد من الانتباه لها خلال تناول تلك الأنواع المختلفة من الأدوية، كمجموعة من الآثار الجانبية للدواء على سبيل المثال.

 

كما أنه من اللازم مراجعة المريض المصاب بمرض ارتفاع ضغط الدم للطبيب بشكل منتظم، للتأكد من السيطرة على المرض ومناسبة العلاج لحالة المريض، بالإضافة للمساعدة على الفحص والتحقق من وجود أية مضاعفات صحية أخرى، ناتجة عن الارتفاع المزمن في مستوى ضغط الدم.


المراجع:

Hypertension Guidelines Resources, (2018, Oct 26), Hypertension Guidelines Resources, American Heart Association. Retrieved from https://www.heart.org/en/health-topics/high-blood-pressure/high-blood-pressure-toolkit-resources

High blood pressure (Hypertension), (2018, May 12), High blood pressure (Hypertension), Mayo Clinic. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/high-blood-pressure/symptoms-causes/syc-20373410

MacGill M., (2018, Nov 21), Everything you need to know about hypertension, Medical News Today. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/150109.php

What is high blood pressure?, (2016, Oct 31), What is high blood pressure?, American Heart Association. Retrieved from https://www.heart.org/en/health-topics/high-blood-pressure/the-facts-about-high-blood-pressure/what-is-high-blood-pressure

Cunha J. P., (2017, Jul 12), High blood pressure (Hypertension) signs, causes, diet and treatment, Medicine Net. Retrieved from https://www.medicinenet.com/high_blood_pressure_hypertension/article.htm#what_is_high_blood_pressure_what_is_normal_blood_pressure

Holland K., (2018, Feb 1), Everything you need to know about high blood pressure (Hypertension), Healthline. Retrieved from https://www.healthline.com/health/high-blood-pressure-hypertension

Steinbaum S. R., (2018, May 23), Symptoms of high blood pressure, Web MD. Retrieved from https://www.webmd.com/hypertension-high-blood-pressure/guide/hypertension-symptoms-high-blood-pressure

حمل التطبيق الآن
متوفر على متجري ابل وجوجل

الاشتراك بالنشرة البريدية