مرض سكر الحمل / التشخيص

توصي الهيئات الطبية العالمية بالقيام بالفحص الطبي الروتيني للمرأة الحامل في بداية فترة الحمل، بما في ذلك فحص البول لأغراض طبيّة عدة منها الكشف عن مستوى السكر في البول، وفحص مستوى السكّر في الدم لديها، بهدف الكشف عن أية علامات أو أعراض قد توجد لديها تدل على إصابتها بمرض سكر الحمل، خاصة في حالة توافر عدد من العوامل التي تزيد من خطورة إصابتها بمرض سكر الحمل، كزيادة وزن الجسم قبل بدء الحمل لدى المرأة، بحيث تعادل قيمة مؤشّر كتلة الجسم 30 أو تزيد عنها، أو إصابة أحد والدي المرأة الحامل أو أحد إخوتها بمرض السكري.

ولكن في حال عدم ظهور أي من العلامات أو الأعراض المصاحبة لمرض سكر الحمل في الفترة الأولى منه، وبقيت مستويات السكّر في الدم لدى المرأة الحامل خلال تلك الفترة ضمن معدّلها الطبيعي، سيلجأ الطبيب لفحص مستوى السكَّر في الدم خلال الفترة التي تتراوح ما بين الأسبوعين الرابع والعشرين والثامن والعشرين، أي منتصف فترة الحمل التي يتطوّر فيها مرض سكر الحمل في أغلب الحالات، ويتمّالاستعانة بعدد من الفحوصات أو الخطوات للتأكُّد من الإصابة بالمرض وتشخيصه، بحيث قد يشمل ذلك ما يأتي:

فحص تحدّي الجلوكوز:

 والذي يلجأ إليه الأطباء بداية حيث لا حاجة لصوم المرأة الحامل، أو القيام بأي نوع من الإجراءات للتحضير لهذا النوع من الفحوصات، فكلّ ما على المرأة الحامل فِعله هو القيام بشرب محلول سكّري يقدمه الطبيب لها، بحيث يحتوي على نسبة معينة من الجلوكوز، ثم يتم فحص مستوى السكّر في الدم بعد مرور ساعة واحدة من الزمن، فإذا كان مستوى السكّر في الدم أعلى من معدّله الطبيعي (أعلى من 140 ملليغرام لكل ديسيلتر)، يشير ذلك إلى كون المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بمرض سكر الحمل، ولذلك يتمّ اللجوء إلى القيام بفحص تشخيصي آخر يسمّى بفحص تحمّل الجلوكوز.

فحص تحمّل الجلوكوز:

 الذي يحتاج لصوم المرأة الحامل لمدة لا تقل عن 8 ساعات، ليتم فحص مستوى السكّر في الدم لديها، ثم يتم تزويدها بمحلول من السكّر بتركيز عالي لتقوم بتناوله وفحص مستوى السكّر في الدم لديها كل ساعة لمدة ثلاث ساعات متتالية، وفي حالة زيادة ذلك المستوى عن معدله الطبيعي في قراءتين على الأقل من تلك الثلاث قراءات، يتم تشخيص المرأة الحامل بالإصابة بمرض سكر الحمل. 

وفي حالة كانت نتيجة فحص مستوى السكّر في الدم لدى المرأة الحامل ضمن المعدّلات الطبيعية، ولكنّها كانت تملك عدداً من العوامل التي تجعلها أكثر عرضة للإصابة بمرض سكر الحمل، سيتم اللجوء لإعادة الفحص فيما بعد كجزء من فحوصات الحمل الروتينية، بهدف التأكّد التام من عدم إصابة المرأة الحامل بمرض سكر الحمل.