اعتلال الكلى السكّري / العلاج

 

يعتمد علاج حالة اعتلال الكلى السكّري على ضبْط مرض السكري والسيطرة عليه، بالإضافة للسيطرة على مرض ارتفاع ضغط الدم إن وُجِد. فمن خلال مراقبة مستوى السكّر في الدم ومستوى ضغط الدم، والمحافظة على استقرار قيمهما ضمن المعدّلات الطبيعية، يمكن العمل على تأخير تطوّر المضاعفات الناتجة عن الاختلال في أيٍّ منهما أو كليهما معاً بشكل عام، ومن بينها اعتلال الكلى السكري. كما يمكن من خلال ذلك أيضاً منع ظهور مثل تلك المضاعفات تماماً لدى المريض.

ويمكن القيام بضبط كل من مرض السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم من خلال الالتزام باتّباع نهجين من العلاج سويّاً، أحدهما يعتمد على العلاج الدوائي الموصوف من قبل الطبيب وبعض التدخّلات الطبيّة المتقدّمة الأُخرى، تبعاً لشدّة حالة اعتلال الكلى السكري والمرحلة التي وصلت إليها، أمّا النهج الآخر فيتمثّل باتّباع نمط حياة صحي يدعم العلاج الدوائي ويمنع تفاقم الحالة، وفيما يأتي وصف لكلٍّ منهما:

 

 المحتويات

العلاج الدوائي

التدخلات الطبية المتقدمة

اتباع نمط حياة صحي

 

 

 

 

 

 

 

العلاج الدوائي

يفيد العلاج الدوائي بشكلٍ كبير في السيطرة على حالة اعتلال الكِلى السكري، من خلال ضَبْط المسبب في حدوثها من ارتفاع في مستويات السكر في الدم و/أو ارتفاع في مُ\ستوى ضغط الدم، وتزيد فعالية العلاج الدوائي خلال المراحل الأولى من اعتلال الكلى السكري، ففي المراحل الأخيرة لا بدّ من اللجوء لنوع آخر من التدخّلات الطبيّة الأكثر تقدّماً للتعامل مع هذه المراحل الأكثر خطورة، والتي يمكن منْع حدوثها عن طريق الالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب وإرشاداته، بالإضافة إلى ممارسة نمط حياة صحي للفرد، ويشمل العلاج الدوائي ما يأتي:

 

1.    الأدوية التي تستخدم لضبط مستوى ضغط الدم: 

     حيث لا بدّ من ضبط مستوى ضغط الدم بمعدَلات تقلّ عن قيم 140 ملليمتر زئبقي لقراءة ضغط الدم الانقباضي، ولا تقلّ عن 90 ملليمتر زئبقي لقراءة ضغط الدم الانبساطي. تتمثّل الأدوية التي تستخدم لهذا الغرض لدى مرضى السكري المصابين بحالة اعتلال الكلى السكري بالأدوية المثبّطة للإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (Angiotensin Converting Enzyme Inhibitors) كدواء لازينوبريل (Lisinopril) وأدوية حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (Angiotensin Receptor Blockers) كدواء كانديسارتان (Candesartan)، التي تمتلك أثراً إيجابيّاً على مدى كفاءة وظائف الكِلى ودعم مستواها، بالإضافة إلى دورها في ضبْط مستوى ضغط الدم والعمل على استقراره ضمن المعدّلات الطبيعية، وبالتالي منْع المزيد من الضرر على الكلى ووظائفها. لذلك، تفيد هذه الأدوية مرضى السكري بشكل كبير، لكن من المهم الانتباه لعدم وجوب استخدامها معاً في نفس الوقت، منعاً لزيادة مدى آثارها الجانبية ومضاعفاتها.

 

 

 

2.    الأدوية التي تستخدم لضبط مستوى السكّر في الدم: 

     حيث توجد العديد من الأدوية التي تحقّق هذا الهدف، لدى مرضى السكّري المصابين أيضاً باعتلال الكلى السكري، لذلك لا بدّ من الالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب الذي يناسب حالة المريض بشكل خاص، للوصول لمعدّل أقل من 7٪  لمستوى السكّر التراكمي (HbA1c).

 

3.    الأدوية التي تستخدم لخفض مستوى الكوليسترول في الدم: 

     وذلك في حالة ارتفاعها لدى الفرد، حيث يتمّ الاستعانة بنوع خاص من هذه الأدوية يعرف باسم الستاتين (Statins)، الذي يقوم بطبيعة الحال بخَفض مستوى الكوليسترول في الدم، بالإضافة إلى تقليل نسبة تواجد البروتين في البول، وبالتالي يساهم في علاج حالة الزُّلال وتخفيف أعراض اعتلال الكلى السكري.

 

 

4.    الأدوية التي تستخدم لتعزيز مستوى صحة العظام: 

     ففي حالة الإصابة باعتلال الكلى السكّري، يقلّ إنتاج فيتامين "د" الضروري لصحة العظام وعملية امتصاص الكالسيوم، وبالتالي منع ظهور مضاعفات صحيّة أُخرى لدى الفرد، حيث تستخدم أنواع من الأدوية التي تساعد على رفع مستوى كل من فيتامين "د"، عنصر الكالسيوم أو فوسفات الكالسيوم في الجسم، ضمن المعدّلات الطبيعية لها.

 

5.    الأدوية التي تستخدم للسيطرة على نسبة تواجد البروتين في البول: 

     حيث تعمل هذه الأدوية على المساهمة في علاج حالة الزلال، من خلال منع تسرُّب البروتين للبول، وبالتالي تلعب دوراً هامّاً في تحسين مستوى وظائف الكلى.

 

ويضاف لكل ما سبق الحاجة لإجراء فحوصات بشكل دوري وعلى فترات منتظمة، لمتابعة الحالة والتأكُّد من استقرارها وعدم تفاقُمها.

 

التدخلات الطبية المتقدمة

يستخدم هذا النوع من العلاج في المراحل المتقدّمة من حالات اعتلال الكلى السكري، والوصول إلى مرحلة الفشل الكلوي التي تعتبر المرحلة النهائية والأخيرة من حالة اعتلال الكلى السكري، ويهدف هذا النوع من العلاج إلى تعويض الخلل الحاصل في وظائف الكلى واستبداله، في محاولة لمساعدة المريض على العَيْش بصورة طبيعية، وتتمثّل الوسائل التي يتمّ فيها تقديم ذلك بما يأتي:

 

1.    عملية غسيل الكلى

      التي يتمّ فيها تعويض وظيفة الكلى المفقودة والمتمثلة بترشيح الدم وتنقيته من الفضلات والأملاح والسوائل الزائدة فيه، الأمر الذي يتطلّب الذهاب إلى المستشفى لاستخدام جهاز غسيل الكلى الذي يتمّ وصله بجسم المريض المصاب، وتستغرق هذه العملية ما بين 3 – 5 ساعات خلال اليوم، بمعدّل ثلاث مرّات أسبوعيّاً.

 

2.    عملية زراعة الكلى أو البنكرياس: 

     يتمّ اللجوء لهذا الخيار في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي أو غسيل الكلى، فتسوء حالة المريض وتتفاقم المضاعفات لديه، لذلك يحدّد الطبيب مدى حاجة المريض لمثل هذه النوع من العمليات. من خلال زراعة الكلى يتمّ استبدال الكلى التالفة بأُخرى تقوم بالوظائف الطبيعية، أمّا زراعة البنكرياس فيتمّ من خلالها تعويض النقص في هرمون الإنسولين في الجسم، ولكن ممّا يجدر ذكره أنَّ نجاح هذه العمليات غير مضمون وقد يصاحبه عدد من المشاكل، خاصةً في الجهاز المناعي في الجسم.

 

اتّباع نمط حياة صحية

يمكن لاتّباع نمط الحياة الصحية أن يساهم بشكل كبير في نجاح علاج حالة اعتلال الكلى السكّري، حيث يقوم بدعم العلاج الدوائي وتأثيراته العلاجية الإيجابية، وتسهيل الوصول للأهداف المرجوّة لتحسين مستوى صحة المريض والتخفيف من شدّة الحالة وأعراضها، وتختلف الإجراءات والسلوكيات التي من الواجب مراعاتها والقيام بها كنمط للحياة الصحية، تبعاً لحالة المريض والمرحلة التي وصل إليها، ولكنّها بشكل عام تتمثّل بما يأتي:

 

1.    زيادة مستوى النشاط البدني اليومي:

      حيث ينصح ببقاء المريض نشيطاً معظم أيام الأسبوع، وبالدرجة التي تسمح بها حالته وبحسب إرشادات الطبيب، فمن الممكن القيام بممارسة رياضة المشي لمدّة 30 دقيقة على الأقل بمعدّل لا يقلّ عن ثلاثة أيام في الأسبوع.

 

 

 

2.    تعديل النظام الغذائي اليومي: 

     فالأشخاص المصابين بحالة اعتلال الكلى السكّري، لا بُدّ من قيامهم باتّباع نظام غذائي خاص للتقليل من الضغط على وظائف الكلى، بحيث يتمثّل ذلك بما يأتي:

 

  • الحدّ من تناول البروتين بنوعيه الموجود في المصادر النباتية أو الحيوانية.
  • الحدّ من الكمية التي يتمّ تناولها من عنصر الصوديوم (ملح الطعام)، لمقدار يتراوح ما بين 1500 – 2000 ملليغرام يومياً، الذي يعادل ربع إلى نصف ملعقة طعام صغيرة في اليوم.
  • الحدّ من استهلاك أنواع الطعام التي تحتوي على كمية عالية من عنصر الفوسفور، كالألبان واللحوم.
  • الحدّ من استهلاك عنصر البوتاسيوم الذي يتواجد في أنواع عديدة من الأطعمة كالموز والأفوكادو والسبانخ.
  • تقليل كمية السوائل التي يتمّ استهلاكها يوميّاً بما في ذلك الماء، وذلك للتقليل من خطر تجمّع السوائل في الجسم وتورم عدّة مناطق منه، بالإضافة لارتفاع ضغط الدم.
  • الالتزام باستهلاك أنواع الدهون الصحية، مع الابتعاد عن استهلاك الزيوت والدهون المشبعة، كمنتجات الألبان والأجبان وأنواع الدواجن واللحوم.

 

 

 

 

 

 

3.    الإقلاع عن التدخين

     فالتدخين يعدّ من عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية تطوّر مشاكل الكلى عند الأفراد بشكل عام، وحالة اعتلال الكلى السكري لدى مرضى السكري بشكل خاص.

 

4.    المحافظة على وزن الجسم الصحي

     فالإصابة بالسمنة تعدّ أيضاً من عوامل الخطورة التي تجعل المرضى بشكل عام ومريض السكري بشكل خاص أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى، لذلك ينصح باتّباع نمط حياة صحي يتمثَّل بممارسة النشاط البدني بانتظام، واكتساب عادات غذائية صحية من ضمنها تقليل كمية السعرات الحرارية التي يتمّ تناولها يوميّاً، مع الأَخذ بعين الاعتبار النظام الغذائي المناسب لحالة اعتلال الكلى السكري.

 

5.    الالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب: 

      والذي يشمل علاجاً لمرض السكّري ومرض ارتفاع ضغط الدم بشكلٍ أساسي، بالإضافة إلى غيرها من الحالات المرضيّة التي تستلزم العلاج، كما قد يشتمل العلاج في أغلب الحالات أيضاً على تناول دواء الأسبرين بجرعة يوميّة منخفضة تعادل 81 ملليغرام، بحسب ما يراه الطبيب مناسباً للمريض وحالته.

 

ويضاف إلى ما سبق، ضرورة الانتباه لمستوى الصحة بشكل عام ومراجعة الطبيب عند اللزوم، كالوقت الذي يصاب به المريض بالتهابات في المسالك البولية، الأمر الذي يستدعي العلاج الفوري لمنْع تطوّر الحالة وتأثيرها على الكلى. كما من الواجب إخبار أي طبيب يقوم المريض بمراجعته لأيّ سببٍ كان، بإصابته بحالة اعتلال الكلى السكري ليتمّ اختيار العلاجات والأدوية والإجراءات التي تناسب الحالة ولا تؤدّي إلى تفاقمها، كاستبعاد الاستعانة ببعض أنواع الفحوصات الطبيّة التي تستخدم أنواع من الصبغات التي تؤذي وظائف الكِلى، كإجراء التصوير الطبّي للأوعية الدموية.


المراجع:

Diabetic nephropathy, (2016, Oct 13), Diabetic nephropathy, Mayo Clinic. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/diabetic-nephropathy/symptoms-causes/syc-20354556

Seymour T., (2019, May 8), Diabetic nephropathy or kidney disease, Medical News Today. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/319686.php

Dansinger M., (2018, Jul 15), Diabetic nephropathy, Web MD. Retrieved from https://www.webmd.com/diabetes/guide/diabetes-kidney-disease

Kidney Disease (Nephropathy), (2017, Feb 9), Kidney Disease (Nephropathy), American Diabetes Association. Retrieved from http://www.diabetes.org/living-with-diabetes/complications/kidney-disease-nephropathy.html

Diabetic nephropathy (Kidney Disease), (N.D), Diabetic nephropathy (Kidney Disease), Johns Hopkins Medicine. Retrieved from
https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/diabetes/diabetic-nephropathy-kidney-disease

Kivi R., (2016, Oct 21), Diabetic nephropathy, Healthline. Retrieved from https://www.healthline.com/health/type-2-diabetes/nephropathy

Saturated fat, (2015, Jun 1), Saturated fat, American Heart Association. Retrieved from https://www.heart.org/en/healthy-living/healthy-eating/eat-smart/fats/saturated-fats

 

حمل التطبيق الآن
متوفر على متجري ابل وجوجل

الاشتراك بالنشرة البريدية